واصلت بعد ظهر أمس الأربعاء قوات الأمن الفرنسية البحث عن الشخص الذي يبث الرعب لدى سكان المنطقة الباريسية وبخاصة الصحافيين منذ يوم الجمعة الماضية. وقد باءت كل محاولات تحديد هويته وموقعه حتى أمس بالفشل لعدة أسباب منها أن مقارنة بصمات الحمض النووي التي ضبطت على الخراطيش التي عثر عليها في الأماكن التي اقترف فيها هذا الشخص اعتداءاته أو المسالك التي ارتادها ببصمات السجل الوطني للحمض النووي لم تسفر عن شيء. وكذا الشأن بالنسبة إلى بصمات الحمض النووي التي عثر عليها في سيارة رجل أجبره المعتدي على الركوب فيها في جادة الشانزيليه. ولا يزال المحققون في سلسلة الاعتداءات التي اقترفها هذه الشخص المجهول يومي الجمعة والاثنين الماضيين يعولون كثيرا على الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في عدد من الأماكن التي اقترف فيها جرائمه أو تلك توقف فيها. وأهم هذه الأماكن مدخل مجموعة " بي-إف-إم –تي –في" الإعلامية والذي اقتحمه مروع سكان المنطقة الباريسية صباح يوم الجمعة الماضي ومعه بندقية صيد هدد الجاني بواسطتها بقتل أحد رؤساء التحرير ومدخل صحيفة " ليبراسيون " حيث عمد إلى إطلاق رصاصتين على مصور صحافي شاب مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة وكذلك تخوم فرع لمصرف " سوسييتي جينرال" في ضاحية " الديفانس " الواقعة شمال العاصمة الفرنسية. وقد علمت " الرياض "بعد ظهر أمس من مصدر مطلع لدى جمعيات الصيد في فرنسا أن البحث عن الجاني يتم أيضا حاليا انطلاقا من التدقيق في سجل الصيادين الفرنسيين الذين يقارب عددهم مليوني شخص انطلاقا من ملاحظة مفادها أن البندقية التي استخدمها الجاني هي السلاح الأكثر انتشارا في فرنسا والذي يسمح بامتلاكه في فرنسا لاسيما لدى الصيادين . ومما يعقد عملية تحديد هوية الجاني وتنقلاته ومكان تواجده أنه لم يرسل حتى الآن أية رسالة مكتوبة أو شفهية أو مصورة إلى الصحافيين أو إلى السلطات السياسية يشرح فيها مطالبه والأسباب التي جعلته يقترف جرائمه. زد على ذلك أن الجاني يبدو من خلال شهادات الذين تحدث إليهم واثقا من نفسه وغير عصبي. ولا شيء يمنعه من التنكر والخروج من المنطقة الباريسية أو البقاء فيها مختبئا قبل الظهور مجددا بعد عدة أسابيع لاقتراف جرائم جديدة.