توفي امس الاثنين رجل في الستين من العمر كان قد تعرض للضرب مساء الجمعة في الضاحية الشمالية لباريس التي تشهد اعمال شغب، حسبما اعلنت ارملته التي استقبلها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي.وهي اول حالة وفاة تسجل منذ بداية اعمال الشغب في الضواحي الفرنسية في 27 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.وكان جان جاك لو شيناديك (61 عاما) تعرض للضرب على يد احد الشبان بينما كان يتناقش مع جار له عند مدخل المبنى الذي يقيم فيه.من جهة أخرى اصيب 34 شرطيا بجروح طفيفة في الضاحية الباريسية مساء الاحد مع بدء الليلة الحادية عشرة لأعمال العنف احصت فيها قوات الامن احتراق 528 سيارة في كل فرنسا واعتقال 95 شخصا، وذلك في حصيلة نشرت منتصف ليل الاحد الاثنين (23,00 تغ الاحد).وأصيب اثنان من رجال الشرطة الجرحى في الرجل والعنق بخردق اطلق عليهما في مدينة غرينيي (الضاحية الجنوبية).وقد زارهما مساء الاحد ساركوزي في مستشفى ايفري.وأصيب الآخرون خصوصا بالحجارة ولكن بعضهم استهدف بزجاجات حارقة. واحصت الشرطة عند منتصف الليل (23,00 تغ) احتراق 316 سيارة في المقاطعات واحتراق 212 في المنطقة الباريسية. وفي المقاطعات، تعرضت كنيستان وعدد من المؤسسات التعليمية ومركزي شرطة لاعتداءات وقد التهمت النيران بعضها.وفي الضاحية الباريسية، تعرض مركز اجتماعي ومركز مالي حكومي ومستودع لمواد صيدلانية ومحل لبيع الدراجات النارية لهجوم.وقال مصدر في الشرطة ان مجهولين رشقوا عند الساعة 18,30 (17,30 تغ) حافلة للركاب بالحجارة في كولومب (الضاحية الجنوبية الغربية) ما ادى الى اصابة طفل في الشهر الثالث عشر من العمر بجرح في رأسه ما اضطر الى نقله الى المستشفى ولكن لم يوضح المصدر خطورة الاصابة.وأعرب وزير الداخلية الفرنسي مساء الاحد في بوبيني (الضاحية الشمالية لباريس) عن امله في ان «يعود النظام الجمهوري الى جميع احياء جمهوريتنا» وذلك خلال زيارة لرجال شرطة في المنطقة.وقال «اذا لم يعد النظام فسوف يحل اما نظام العصابات واما نظام المافيات واما اي نظام آخر».واعتبر انه «منذ ثلاثين او اربعين سنة ونحن نتسامح مع هذه الأشياء التي لا يمكن قبولها على الاطلاق» مشددا على ضرورة اعتقال مفتعلي احداث الشغب.وأضاف «اذا لم تحصل اعتقالات فسيكون هناك شعور بعدم المعاقبة واذا ساد هذا الشعور فإن اعمال الشغب لن تتوقف». وبعد ان دعا رجال الشرطة الى «التقيد باخلاقيات الشرطة الجمهورية تقيدا تاما» قال ساركوزي «اننا نعمل من اجل المواطنين في الاحياء والمدن وليس ضدهم».وأشاد بكون «مواطنين ساعدوا (الشرطة) على توقيف انذال» خلال اعمال العنف. واوضح «شاهدت بكل سرور ان الشعب يتضامن اكثر واكثر معكم».وقال ايضا ان «الذي يطلق الرصاص الحي على رجال الشرطة يكون نذلا. والذي يضرم النار في حافلة او يلقي سائلا ملتهبا على شخص مقعد يكون مجرما».من ناحية أخرى اصدرت منظمة اسلامية فرنسية امس «فتوى» تدين اعمال العنف في فرنسا «باشد العبارات» وتدعو الشباب المسلم «الى تهدئة غضبهم» بعد 11 ليلة من اعمال عنف متواصلة في الضواحي الفقيرة لباريس.ودان اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا في بيان اعمال العنف «بأشد العبارات» وطلب «بالحاح عودة الهدوء فورا».وحظرت الفتوى الصادرة مساء الاحد «كليا على اي مسلم يسعى الى رضا الله المشاركة في اي تحرك يضرب بشكل اعمى الممتلكات الخاصة او العامة او قد يمس بحياة الآخرين».