توي شباب ودوك راسي قلب شيب من هالزمان اللي برتني عكوسه الوقت هذا خايف منه ومريب هذا زمان ما قرينا دروسه وقت به الحصني بدا يفرس الذيب يمشع مداسم هبرته في ضروسه أبيات من قصيدة للشاعر إبراهيم السيف رحمه الله, وفي البيت الأخير صورة تتكرر عند الشعراء للتعبير عن تبدّل الأحوال والمفاهيم وانقلاب المعايير، فعلى سبيل المثال طيور البوم التي يرمز لها – في الثقافة الشعبية – بالنحس والقبح والجبن وسوء المسكن يجعلها الشاعر تعتلي القمم بينما تختفي الصقور في الخرائب وهي التي ترتبط النظرة إليها بالشجاعة والأنفة والإقدام. والذئب تذهب هيبته وبطشه وقوته ويصبح من فرائس الثعلب الموصوف بالجبن، والأخير من الحيوانات البَرِّيَّة التي ترتبط في الثقافة الشعبية بطرائف الحكايات والأمثال العامية، ومنها المثل (أبو الحصين في بلاده مثل السبع)، فأبو الحُصَيْن كنية للثعلب، وهو مفترس للحيوانات الصغيرة وإن كان ضعيفاً وجباناً بمقارنته بالذئاب، لكنه في المنطقة التي يسكنها يكتسب قوته من كثرة تردده على مداخلها ومخارجها ومسالكها، ويترتب على ذلك قدرته في تحديد نوع الفرائس التي تعيش فيها والتوقيت المناسب للانقضاض عليها وكذلك معرفته بتوقيت ظهور أعدائه ومن ثم الاختفاء عنهم. يضرب هذا المثل للضعيف عندما يكتسب قوة غير متأصلة فيه بأسباب عوامل مساعدة، وظروف لا تتوافر لغيره. وش علَّمْك هالقسم المنسمح، قال هالذيب المنسدح ويعرف عن الثعلب سرعة ردة الفعل والمراوغة والاحتيال، ومن ذلك تظاهره بالموت من أجل خداع الطيور اللاحمة وإغرائها فتنجذب إليه لتأكل من لحمه، ومتى وقعت في متناوله انقض عليها، وإذا هرب من عدوة فإنه سريع في العدو مع ميلان متتابع تارة جهة اليمين وتارة جهة اليسار، ولذلك صار مضرب مثل للاحتيال والمراوغة فيقال (أروغ من الثعلب)، ومن الحكايات الشعبية الطريفة التي يشار إليها في معرض التخلص من المآزق بذكاء أو للخوف الذي يدفع إلى حسن التخلص، قيل (فيما يروى على ألسنة الحيوانات)، ما خلاصته أن الأسد ظفر مع الذئب والثعلب بصيد عبارة عن غزال وأرنب وجربوع، ولكي يختبر الاثنين طلب من الذئب أن يقسم الصيد فقال: الغزال لك والأرنب لي والجربوع للثعلب، ولم يرق ذلك للأسد فقتل الذئب في الحال، ثم أوكل القسمة إلى الثعلب فقال الأخير: الغزال تتناوله يا ملك الغابة غداء والأرنب لك في وجبة العشاء والجربوع تأكله أنت بين الوجبتين، فأعجب الأسد بمنطق الثعلب فسأله: (وش علمك هالقسم المنسمح .. قال هالذيب المنسدح).