يترقب الجميع الانطلاقة الميمونة لعهد زاهر بإذن الله عهد خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز وما يحمله من آمال كبيرة بقفزة بل قفزات لهذا البلد الكريم ملتحقاً بركب التقدم والتطور الذي سبقتنا إليه كثير من الأمم. إن بلداً كالمملكة العربية السعودية غني بتراثه وبامكاناته وبموقعه وتراثه العريق بأسسه الإسلامية القويمة وبرجاله يستحق أن يكون دائماً في الريادة. بمقارنة المملكة العربية السعودية بدول قطعت شوطاً كبيراً في التطور التقني والمادي يتضح أن المملكة العربية السعودية تتفوق على كثير من تلك الدول بما لديها من الامكانيات وأن المملكة العربية السعودية لديها الكثير من المؤهلات لتتبوأ مكانة أكبر بكثير مما هي فيه الآن. إن دولاً آسيوية كماليزيا المسلمة أو سنغافورة أو غيرها من دول النمور الآسيوية لا تملك ما تملكه المملكة من امكانيات، وصلت لمستويات عالية من التطور التقني والمادي والاقتصادي. إن هذا العهد المبشر بكل خير عهد عبدالله بن عبدالعزيز يتطلب تمحيصاً ومراجعة متعمقة لهيكلة الدولة وأجهزتها وتنظيمها الإداري وللأنظمة والقوانين المعمول بها. وقبل هذا للأشخاص العاملين عليها، فالحاجة تدعو إلى ضخ دماء شابة وطاقات جديدة وفكر جديد وعقلية جديدة تحمل في جوانبها الطموح والاصرار وتحدي العوائق والصعاب والنظر إلى الأمور والمستقبل نظرة تفاؤل وثقة بالنجاح واصرار على وضع هذا البلد العزيز في موقعه الذي يستحقه بين الأمم. لابد من مزيد من الاستثمارات الكبيرة لتدعيم البنية التحتية لهذا البلد، ولابد من إتاحة الفرصة وتشجيع القطاع الخاص لإقامة مشاريع خدمية كبرى استثمارات حكومية وخاصة وطنية وعالمية. كما أن الأجهزة الموكل إليها دعم الاستثمار تحتاج إلى كثير من المراجعة والتقويم للتعرف على جوانب القصور التي جعلتها أقل من الطموحات ولتوفير كل ما تحتاجه لتقوم بالدور الموكل إليها لدعم تطوير بلدنا العزيز. في زيارة عمل لتايلاند رأينا مشريع ضخمة جداً أقاماها القطاع الخاص هناك كاستثمارات تجارية، كنا نرى الطرق العملاقة الممتدة مئات الكيلومترات والجسور الضخمة التي يتعدى طول بعضها عشرات الكيلو مترات والتي هي عبارة عن مشاريع تجارية مربحة. فكيف لبلد موارده محدودة أن يقدر على بناء تلك المشاريع لولا أن الدولة هناك قدمت الكثير من التشجيع والدعم الحكومية للمستثمرين، ولولا العقول الاستثمارية لرجال الأعمال هناك، وشجاعتهم على الاستثمار في الخدمات التي يحتاجها البلد. سيدي خادم الحرمين.. نحن جميعاً معك وفي خدمتك في سعيك لرفع شأن بلدنا العزيز وجعله عالياً دائماً. فسر وفقك الله ورعاك.