احتفاءً بشهر رمضان وتواصلاً بجزالة الفكر الموضوعي في معالجة وردع أي تجاوزات تسعى بالإسلام ليكون تعدد حزبيات وتعدد مصادر خلافات كما لو كان العالم الإسلامي والعربي أكثر خصوصية في ذلك قد تحول إلى صراع تعدد أديان ما أتى الإسلام كي يوجدها، وإنما أتى بجزالة ما هو عليه من تسامح وإرشاد وتعدد القيادية في فكر واحد كي يحمي الأمة كيفما كان امتدادها وتعددها في مضامين إنسانية ربانية السعي بالإنسان كي يكون معاضداً لعبادة عامة ومستويات أخوة إسلامية متماثلة.. احتفاءً بذلك ومع الشهر الكريم فإن الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمير سلمان لم يستخدما لغة تقليدية بعيدة عن واقع الحضور الإسلامي الراهن، أو أن تتجه لغة الخطاب إلى تكرار فضائل الصيام وجزالة ما هو عليه الإنسان من خير متى كان في واقع إسلامية عقيدته، لكن لغة الخطاب.. وهذا هو الرائع.. تناولت طبيعة الأحداث القائمة بعقلانية مخاطبة وبموضوعية تناول حقائق الأوضاع القائمة ومخاطرها.. نحن نعرف أن عالمنا العربي يبدو وكأنه يمر بمراحل خلافات متتابعة، حيث كان فيما سبق تشغله صراعات النوعيات القومية وصراعات الخلافات السياسية، وإذا به في السنوات الأخيرة يتحول إلى مجال استخدام غير موضوعي لنوعية ما يجب أن تكون عليه عبادة «الطاعة» في عالم الإسلام حين تتحول هذه الطاعة في فئة ما وهي جزالة خلاف ورفض لفئة إسلامية أخرى مما طرح في معظم المساحات توجهات صراعات دينية غير موضوعية، وبات واضحاً كما لو كان الإسلام قد تعددت به نبوة أفرزت عقائد مفاهيم جديدة وذلك لقسوة ما أصبحت العناصر فيه من اعتزال في جانب وقسوة خصومات في جوانب أخرى.. لقد أوضحت الكلمة الملكية واقع إساءات متعددة لعالم اليوم الإسلامي في مقدمتها توسع التطرف لدى الذين يستغلون الانتماء إلى الدين ليكون مصدر انطلاق لتصرفات تطرف ليست من الإسلام في شيء، وأيضاً تحويل الإسلام الشامل المفاهيم والشامل متطلبات وعي الطاعة وأن كل مسلم هو أخ متقارب ومتعاون مع أي مسلم آخر لا إلى ما يحاولون دفع المسلم إليه الآن من توزع إسلامي بانتماءات حزبية لم تنادِ بها العقيدة الإسلامية السامية ولم تعرف أيضاً من قبل كوسائل دموية مرفوضة.. أورد الخطاب الرائع شواهد إثبات في منتهى الصحة وجزالة الوضوح إدانة لأي توجه يحاول أن يوزع الإسلام إلى منطلق عداوات، حيث الرسالة الإسلامية السامية تقوم على مبدأ أخلاقية قول الرحمن الرحيم: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، وقوله تعالى: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، وقوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، وقوله جل وعلا في ردع الخصومات: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».. وعندما تحمّل محمد صلى الله عليه وسلم مسؤولية نشر العقيدة لم يستخدم فئات خصومات سرية ولكنه بعقيدة معلنة المفاهيم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. فرق كبير.. وفي منتهى التباعد بين قيادية كما في المملكة تعي وتتعامل بهذه المفاهيم القرآنية وبين من يستخدمون اسم الإسلام للخلافات فقط..