أعطانا ما لم يحصل عليه غيرنا.. ووصل بنا إلى ما لم تتوقعه أحلامنا.. ولم يكن هذا رغم أهميته هو كل شيء في تعدد جزالة حضوره التاريخي المتنوع.. ارجع في ذاكرتك قريباً من الصراعات العربية منذ بدايته وحتى الآن وستجد أن الزعامات العربية إذا كانت تبحث عن ألمعية الظهور اجتماعياً عبر تعدد ما تدخله من خصومات فإن الملك عبدالله دعا العالم قبل العرب نحو تقارب الثقافات والحضارات عبر موضوعية لغة الحوار بين أديان وثقافات وكسب كثافة التعدد من صيغ الاحترام العالمي وهو ما لم يحصل عليه أي زعيم عربي بل وعبر شواهد الواقع لم يقبل أن تكون المملكة طرفاً في مسار صراع أو خلاف في حين نشهد التألق اللا أخلاقي في عالمنا العربي في تكاثر تنوع الخلافات وجهود تبنّي تعدد الصراعات.. اقرأ مسار الأحداث في عالمنا العربي عبر سبع دول على الأقل أو أكثر وستجد مع الأسف أنه ليس هناك توجه إلى الأمام وإنما انحدار نحو الخلف.. نحن لا نتلقى المعلومات عن واقع ماضينا وعن إشراقات مستقبلنا عبر ما يقوله غيرنا وما يلزمنا بالموافقة عليه فرض طمس حقائق واقع قائم أو مستقبل قادم مثلما هو حال السياسات المحلية في دول العالم الثالث لكننا وعبر منجزات الرجل الخالد في تاريخنا.. نرى وبوضوح جزالة الفروق التي استطاع الملك عبدالله أن يفتح لنا بها أبواب الانطلاق نحو واقع الحاضر الأفضل وواقع المستقبل الأرقى.. هذا الرجل العظيم لم يبحث عن سلطة نفوذ لكنه ملأ العقول بكل ما أعطى القلوب من مشاعر محبة صادقة لرجل جعل ذاته فيما يفكر أو يعمل مسؤول تطوير شخصي لحياة مواطن في بلده.. يتساوى في ذلك من تبتعد به المسافات آلاف الكيلومترات أو من يقترب بعشراتها.. نادر رجل تاريخي تجد حضوره الخلاق أفكاراً وقدرات يملأ كل آفاق تواجد مجتمعه.. لقد عشنا أياماً صعبة.. جميعنا ونحن نتابع تطورات صحته بعد عمليته الجراحية فكانت عافيته عيداً أبهج القلوب وحرك بجزالة وهج العقول فرحاً بما كان عليه من صحة عصر أمس عبر التلفزيون كانت عافيته في كل العقول هي عافية تواصل المواطن والوطن في مسار ما هو عليه من تميز وبراعة وجود يختلف بذلك عن كل الآخرين..