الجيل الذي نشأ خلال الأعوام الخمسين الماضية شاهد عصر على انجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وقد سطر أحد أفراد هذا الجيل وابن من أبناء هذا الثرى الطاهر كلمات وفاء خرجت من الأعماق، وكان أمل كاتبها أن تزدان تلك الكلمات باطلاعه عليها، ولكن (الرحيل) حال دون ذلك، ولعله من الوفاء اظهارها: «من غرسكم الرائد الرائع - كلّل الله مساعيكم بالازهار والاثمار - تنبثق كلمات ترصد انجاز بعض ما تحقق للمملكة العربية السعودية، لأنكم بما تملكون من رؤية معاصرة تقرأ الواقع قراءة صحيحة - قادرة على ممارسة شفافية مستبصرة تسوس الأشياء بما يصلح لها، ويصلحها، ونهضت بوطن متسارع في النمو في عالم بدأ يضيق بملامحه، ويمزق مألوف ألوانه، ويعيد صياغة عواطفه وفق ضوابط ينكرها العقل.. لكنكم - أيها الهمام الفذ - تسيرون بسفينة آمنة لقيادتكم في موج عات باستشراف واثق حكميّ يشي بانتماء مؤثل إلى عبقر، حيث الرؤى غير الرؤى.. واللغة غير اللغة. إنني حين أرفع إلى مقامكم هذا الكلم انما أعيد اليكم ما نمقته حكمتكم القيادية في كل المجالات في شخصي المتواضع وأمثالي ممن ينتمون إلى عقيدة راسخة كالأطواد، تستمد ألقها وقوتها من الانتساب إلى رسالة خاتمة، ورسول صادق أمين.. ووطن منتهى فخاره خدمة البيتين الشريفين، وقد اخترت - ويا نعم الاختيار - شرف خدمتهما وما أعظم المشروعات التي قدمت لهما، حيث بذلت قصارى جهدك في تغيير ملامح المدينتين الطاهرتين إلى أبهى صورة فكتبت اسمك بأحرف من نور إذ انجزت للحرمين الشريفين انجازاً غير مسبوق، وأقررت نظماً جديدة للحكم والشورى والقضاء والوزراء والمناطق، بل أنشأت نظام دولة عصرية متكاملاً، اضافة إلى أنك - يا خادم الحرمين الشريفين - نهجت منهجاً قيادياً متفرداً في الالتزام بالثوابت التي تحافظ على الاستقرار. أيها الممتطي صهوة المجد، تحف به المثل، وتسير في ركبه المبادئ ويسير بها، تبقى قصيدة لم تعبر بخيال شاعر، في وطن طموح نافع ينمو، يرصع ألقه فكرنا فندأب، باحثين عنه فينا، وعنّا فيه.. فمنه ننطلق، واليه نعود، وأنتم - أيها الرائع - شمس تأتلق تمدّنا بالوضوح والدفء، وتزرع آفاق ليلنا بالنجوم المهتدى بها، لنخط حروفاً ضوئية في أسفار الحياة المعاصرة لعلنا نلحق بل ونتخطى ركب الأمم الحديثة، وقد تحقّق لنا ذلك، فشمسنا تشرق على أربع آلاف مصنع منتج، واحدى عشرة جامعة متكاملة، وعشرات الكليات المتخصصة، وآلاف المدارس بمختلف المراحل، فأصبحت المدارس والجامعات بيئة خصبة، شجرت البلاد بالكفايات القادرة على سيرورة النمو الاجتماعي، وتحقيق مطالب العمل فيه، وأصبح الإنسان السعودي منتجاً، فكراً، ورؤية، وثقافة، فعم الخصب والنماء بلد الخير. تعلمون - يا خادم الحرمين الشريفين - أن هذه الانجازات أعمق نفاذية إلى وجدان الأمة، وأشد التصاقاً بالمواطن، لذا يمتلئ عطفاي زهواً، وأنا أزجي جهد المقل إلى صاحب انجاز عظيم مثلك، وأنتشي، وأنا أرقم هذه الكليمات؛ لعلمي أنها ستنال شرفاً لا يضاهى، لأنها ترد الجميل لأهله. ولعلي أعيد النهر إلى مجراه حين استعير أقول ابي المحسدّ فيتزين بك: أمضى ارادته فسوف له قدّ واستقرب الاقصى فثمَّ له هنا مستنبطّ من علمه ما في غد فكان ما سيكون فيه دُوّنا أرج الطريق فما مررت بموضع إلا أقام به الشذا مستوطنا لو تعقل الشجر التي قابلتها مدّت محيية إليك الاغصنا خلت البلاد من الغزالة ليلها فأعاضهاك الله كي لا تحزنا تلك هي كلمات الوفاء أرفعها إلى رفيق دربه الذي شاركه صناعة تاريخ هذا الوطن، الملك الإنسان الذي يستشرف المستقبل بهمة عالية، وروح عظيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي اكتسب قلوب مواطنيه حيث أنهم همه الأول والأخير يشاركه في ذلك القوي الأمين ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.