بفرحة غامرة ومشاعر ملؤها الحب والوفاء استقبل المواطنون في هذه البلاد الطاهرة وفي العشرين من شهر ربيع الأول من هذا العام 1432ه عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى أرض الوطن سالماً معافى، ولهذا كان ربيعنا ربيعين بإطلالة خادم الحرمين الشريفين في هذه الأيام الربيعية، واكتساء الميادين والطرق بالأعلام والرايات الخضراء فغدت كالربيع خضرةً، لقد اشتاقت لك القلوب يا خادم الحرمين الشريفين ولكنها اليوم تنعم بطلتك وتكتحل برؤيتك وتطمئن على صحتك، فأصبحت بخير ما دمت بخير، لقد هطلت سحائب عطاءك يا خادم الحرمين الشريفين على شعبك فأمطرتهم بوابل مكارمك، فسالت أنهار حبك، وارتوى الشعب من معين ودك. نحمد الله أن منَّ علينا في هذه البلاد بقادة أوفياء لوطنهم يحبون شعبهم ويحبهم الشعب منذ عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وأبناءه الأوفياء من بعده وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- الذي جعل كل شبر من هذا الوطن شاهدا على أعماله العظيمة؛ إنها لمفخرة أن يكون لهذا الوطن قائد يسهر الليل ويعمل النهار مخلصاً لدينه ووطنه وشعبه، وسيسطر له التاريخ بمداد من نور وبأحرف من ذهب هذه الأعمال والإنجازات التي تجسِّد ما يحويه قلب هذا الملك الإنسان، إن أعماله العملاقة وإنجازاته العظيمة والمتميزة لا تتحقق إلا بعزيمة مخلصة وقوة صلبة، هذه الأعمال التي نراها متجسِّدة أمامنا وتتحدث عن نفسها هي خير نتاج لغرسه في أرض هذا الوطن الخصبة, فنمت جذور التطور والازدهار، وكبرت وترعرعت شجرة الوطن وازدهرت بجهد الرجال الأوفياء، فقطف المواطنون ثمارها اليانعة، والقادم في هذا العهد الزاهر يحمل الخير الكثير بإذن الله ما دام سيد الجود بين شعبه موجودا، ففي كل جزء من هذا الوطن نجد مشروعا ونجد نهضة ورعاية واهتماما وقلب كل مواطن مخلص ينبض بالولاء والإخلاص لقيادته الرشيدة، فمن ملكٍ وهب نفسه لخدمة الدين والوطن والمواطن، إلى ولي عهدٍ أمينٍ بذل جهده والغالي والنفيس في سبيل رفعة وعز وخدمة الوطن والمواطنين إلى نائبٍ ثانٍ جسَّد معاني الحب والوفاء للقيادة وترجم سياساتها إلى مواقف وعمل دؤوب وإنجازات عظمية، فتواصل البناء وعمَّ الرخاء وطننا المعطاء. نعلم أن الكلمات لن توفِ مليكنا الغالي حقه، ولكن حسبنا أن هذه الكلمات قطرة في بحر إنسانيته وعطاءاته وإنجازاته، لأنه ببساطة عبدالله بن عبد العزيز. وفي الختام يشرفني بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- ووصوله إلى أرض الوطن سالماً معافى أن أرفع أسمى وأصدق آيات التهاني وأخلص وأزكى التبريكات لحكومتنا الرشيدة، وإلى الأسرة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل، والله نسأل أن يمده بعونه وقوته وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن ينعم على وطننا بالأمن والأمان ليواصل قادتنا إكمال المسيرة المباركة لهذا الوطن العظيم، إنه سميع مجيب.