من المسلّم به أن لكل مجتمع مشكلاته الخاصة التي يعاني منها ويحاول معالجتها، وفي نفس الوقت تتشارك كثير من المجتمعات في مواجهة تحديات (مشكلات) متشابهة خاصة فيما يتعلّق بتحسين فرص الحياة في العمل والتعليم والصحة والتي تعد مجتمعة المنتج الرئيس لكثير من مشكلات المجتمعات المعاصرة. وبتحليل بعض الدراسات والاستطلاعات ومن الرصد للواقع أمامنا يمكن أن ندوّن بعض ما يتشارك فيه المجتمع الإنساني اليوم من هواجس وهموم وحصر ابرزها في عشر قضايا على النحو الآتي: - تدني جودة الحياة فيما يتعلّق بالتعليم (دخل القرن 21 وما يقرب من مليار شخص غير قادر على القراءة) والبيئة والصحة العامة جراء كثرة ملوثات البيئة وانتشار استهلاك الأطعمة غير الصحيّة وما يرتبط بذلك من نتائج كارثيّة على التوازن البيئي وصحة الإنسان. - تناقص الموارد الطبيعيّة وإهدار الطاقة ما يجعل مستقبل الأجيال القادمة في مهب الريح (وأقدار الله تجري) مع ما يتوقع من مشكلات ناجمة عن زيادة معدلات الجفاف والتصحّر وحروب المياه. - تصاعد معدلات الشعور بالخوف جراء تعّدد أشكال الجريمة وما يصاحب ذلك من انعدام الطمأنينة والراحة سيما وأن الأمن حاجة أساسيّة للإنسان (حوالي 12 مليون جريمة في أمريكا عام2011). - ارتفاع معدلات إدمان المسكرات والمخدرات وتنامي الاتجاه العالمي المخيف لتقنين وتشريع الاستخدامات الشخصيّة لبعض أنواع المخدرات وما قد يترتب على ذلك من مشكلات للأجيال الجديدة. - انهيار النظام الاجتماعي للأسرة في الغرب وبدء مقدماته في الشرق والمتمثل في ارتفاع نسب العزوف عن الزواج وزيادة مؤشرات الطلاق وتبرير العلاقات غير الشرعيّة بين الجنسين. - ارتفاع النمط الاستهلاكي والرفاه على حساب الحاجات الأساسيّة في حياة الناس جراء ضغط الإعلانات والبرامج الإعلاميّة وما أنتجته من قيم اجتماعيّة جديدة بدّلت سلم الأولويات الاقتصاديّة للأسرة لصالح الاستهلاك والإنفاق غير المدروس. - هشاشة النظام المالي والاقتصادي العالمي وتأثير التحولات الاقتصاديّة العنيفة في طبيعة منتجات عصر المعرفة وما يصاحب ذلك من متطلبات (متغيّرة) لتخصصات لا يوفرها نظام التعليم بنفس السرعة، وما يترافق مع الاعتماديّة على التقنية من استغناء عن الموظفين التقليديين. - اضمحلال دور الهويات الثقافيّة (والدينيّة) وتفتت مقوّمات الوحدة الوطنيّة للبلدان جراء استمرار هبوب عواصف القوة الناعمة باتجاه واحد وما يتضمن ذلك من استلاب حضاري وتهميش مذلّ لمن لا يملك بطاقة عضويّة نادي العولمة ويتماشى مع شروطه. - احتمالات توسع دوائر العنف الأهلي والتناحر جراء التعصّب القومي (العرقي) والديني (المذهبي) في أكثر من دولة نامية، مع بروز دور المتعصبين (في الغرب) في مراكز القرار والمواقع السياسيّة المهمّة وما سيجرّه ذلك على المجتمع الدولي من ويلات. - ارتفاع معدلات الفقر وما يتبع ذلك من مشكلات صحيّة وإنسانيّة وصراعات على الموارد القليلة.. وفي إحصائيات اليوم يوجد ما لا يقل عن 80٪ من البشريّة يعيشون على أقل من 10 دولارات يوميا فما هي الحال غداً؟ * مسارات قال ومضى: هناك (ألف) (طريق) يؤدي إلى (الباب) (الوحيد) للحقيقة ولكنهم (قليل) من يطرقونه..