يعاني الكثير من الناس اليوم من أعراض قد تعرف بمجملها الأرق أو اضطرابات في النوم، و قد لوحظ أن ملازمة حالة الأرق لشخص ما تؤدي الى اختلال في توازن أفعاله مع توجهات عقله أثناء اليقظة فتظهر عنده أعراض سلوكية غير مرغوب بها،مما يؤثر على انتاج هذا الفرد في مجتمعه.. هنا لابد من اللجوء إلى الطبيب المختص الذي سيبادر بعمل التحاليل الطبية اللازمة، ومن ثم وبعد استبعاد بعض المسببات المرضية للحالة سيقوم بوصف ما يسمى بالأدوية المنومة.. وهنا نأتي للحديث من ماهية الأدوية المنومة.. إنها أدوية تؤخذ للمساعدة على الدخول في حالة النوم بشكل أسرع مما يعاني منه المريض أو أنها تساعد على مواصلة النوم الليلي دون الوصول الى حالة الأرق. والأدوية المنومة تصنف إلى مجموعات دوائية مختلفة وأحد أكبر هذه المجموعات هي ما يعرف بالبنزوديازبين (Benzodiazepine) وتستعمل هذه المجموعة كمهدئات ومضادة للتوتر القلق.. أما المجموعة الثانية فهي اللابنزوديازبين (Non-Benzodiazepine ) وهذه المجموعة لها القدرة على تحفيز الجسم على النوم وهي تمتاز بعدم إحداثها حالة الاعتياد على الدواء وبالتالي فإنها نادرا ما تسبب الإدمان.. والمجموعة الثالثة هي مجموعة الباربيتيوات (Barbiturates) وهذه المجموعة لها آثارا جانبية خطيرة لذا فإن الفريق الطبي قلما يلجأ إليها كعلاج لاضطرابات النوم والقلق.. ومجموعة اخرى من الأدوية المنومة هي تلك التي تستخدم لحالات التخدير الطبي أثناء العمليات الجراحية حيث ان لها القدرة على إحداث النوم التام للمريض دون احتمال استيقاظه اثناء المعالجة الطبية. وبعد سرد بعض أنواع المجموعات الدوائية للأدوية المنومة لابد من الإشارة الى أن هذه الأدوية كغيرها تحمل آثارا جانبية عدة والتي منها: الصداع، التوتر،الشعور المستمر بالارتخاء، عدم القدرة على التركيز، الاكتئاب، الشعور بالغثيان، الإسهال أو الإمساك، فقدان الشهية، وجفاف الفم، كما إن بعضها قد يؤدي الى صعوبة في التنفس واضطرابات في القلب.. وهنا يجب على المريض اخبار طبيبه المختص عند حدوث أي من الأعراض السابقة ليتم السيطرة عليها أو تغيير نوع الدواء إن لزم الامر.. إن هذه الآثار الجانبية بجميع أشكالها لا تقف عند كونها بسيطة ولكن بعضها قد يؤدي الى حدوث حالة الوفاة المفاجئة.. وبالتالي فإنه ينبغي التعامل مع هذه الأدوية بحذر شديد وضمن حدود المراقبة الطبية.. ومن هنا فإن قوانينا حادة قد وضعت للتعامل مع الأدوية المنومة سواء كان ذلك من قبل الفريق الطبي او المريض المستقبل لهذه الأدوية.. ومن ذلك انه يجب على المريض أخذ الجرعة المحددة له فقط وعدم تجاوزها دون استشارة طبية.. كما يجب إخبار المريض عند أخذ جرعته بعدم التحكم بالآلات الثقيلة والامتناع عن قيادة السيارة.. ومن باب الأهمية فإنه يجب إخبار الطبيب عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض حيث ان بعضها يزيد من فاعلية الأدوية المنومة فيصل تأثيرها إلى حد غير مرغوب فيه.. و أخيرا لا بد من القول بأن الأدوية المنومة هي أدوية خاضعة لرقابة وزارة الصحة بل وإن تحذيرات المنظمة العالمية للغذاء والدواء تشدد على ضرورة إخبار المريض عن أضرار سوء استخدام الأدوية المنومة وان الإدمان هو أحد هذه الأضرار بل وان الموت المفاجئ قد يكون احيانا بسبب تعاطيها بطريقة غير صحية بعيدا عن الرقابة الطبية.. وبعد.. فإنه يجب التعامل مع الأدوية المنومة ببالغ الدقة وصرفها عند الضرورة فقط فإن هذا من دواعي سلامة الفرد والمجتمع.. * قطاع الرعاية الصيدلية أروى شحادة *