يعتقد البعض أن ضعف واضطراب الذاكرة يصاحب التقدم في العمر، لكن الدراسات العلمية توصلت إلى أن ذلك ليس بالضرورة أن يكون دليلاً على الشيخوخة فإن الذاكرة قد تتأثر بعوامل عديدة منها: الإكثار من شرب الكحول، اضطراب النوم، الإصابة بالجلطة الدماغية، التوتر النفسي، انخفاض في مستوى الفيتامينات في الدم كفيتامين B12 أو الإصابة ببعض الأمراض مثل الزهايمر وهذه كلها تساعد على اضطراب الذاكرة بل وحتى فقدانها في مراحل مبكرة من العمر. إضافة إلى ذلك فإن تناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج حالات مرضية معينة قد يؤثر على ذاكرة المريض فمنها ما له خاصية التأثير على خلايا الدماغ وبالتالي تناولها يؤثر ولو تأثيرا بسيطا على خلايا الذاكرة في الدماغ نفسه ومنها ما يعمل على حجب عمل بعض المستقبلات الكيميائية في خلايا الجسم عامة وفي خلايا الدماغ خاصة مما يؤثر على وظيفة الذاكرة فيه ومنها ما يعمل على منع إرسال الإشارات العصبية إلى خلايا الجسم جميعها فتتأثر بالتالي خلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة... إن مثل هذه المجموعات الدوائية تحدث بعض الآثار الجانية على الذاكرة ما قد تصل إلى مرحلة النسيان نتيجة الاستطباب بها على المدى البعيد، وفيما يلي امثلة من هذه المجموعات الدوائية: بعض الادوية المعالجة للقلق. بعض المسكنات الأفيونية. بعض أدوية الصرع. بعض مضادات الاكتئاب. إن المجموعات الدوائية السابقة قد تؤثر على الذاكرة تاثيراً يعتمد على مدى تفاعل جسم المريض مع الدواء أو تفاعل هذا الدواء مع ما يأخذه المريض من أدوية أخرى قد تزيد أو تقلل من نسبة التأثير السلبي للدواء على الذاكرة وما يمكن قوله هنا بأن هذا التأثير الجانبي غالبا ما يكون عكسياً اذ أنه ما أن يتوقف المريض عن أخذ الدواء حتى تعود الذاكرة لوضعها الطبيعي، إلا أنه ينبغي مراقبة الذاكرة والوضع الصحي للمريض عند تناوله دواءً من تلك المجموعات الدوائية، ويجب تحذير المريض بألا يبادر من تلقاء نفسه بإيقاف أخذ الدواء لمجرد شعوره بأعراض اضطراب الذاكرة بل يجب استشارة المختص حتى لا تتأثر حالته الصحية بشكل عام كما يطلب منه عدم اللجوء لأي عقار يعتقد انه منشط للذاكرة دون الرجوع إلى طبيبه المسؤول عن حالته المرضية لأنه الأقدر على تشخيص الوضع والسيطرة على ما يعانيه هذا المريض من آثار جانبية لدوائه.. وفي المقابل فإن البعض الآخر من المرضى قد يعاني من اضطراب في الذاكرة نتيجة حالات مرضية معينة تم تشخيصها من قبل الفريق الطبي المعالج له وهنا فإن الطبيب المختص سيلجأ إلى استخدام بعض الأدوية الخاصة بمعالجة حالة اختلال أو فقدان الذاكرة حسب ما يناسب حالة المريض الصحية. ومن الأدوية التي تستخدم في هذه الحالة هي تلك التي تستخدم لعلاج مرض الزيهايمر أو بعض الفيتامينات المدعمة إن كان سبب الاضطراب في الذاكرة نقصا في الفيتامينات إلى غير ذلك من المجموعات الدوائية المحفزة لخلايا الدماغ والاشارات العصبية المسؤولة عن الذاكرة في الجهاز العصبي المركزي.. ولكن نذكر دائماً بأن الدواء إذا كان معالجا لأحد حالات اضطراب الذاكرة فإنه ليس بالضرورة ان يكون ناجحاً لعلاج حالة أخرى لذا لا بد من تحديد التشخيص للحالة ومن ثم متابعة العلاج بإشراف المختصين أنفسهم.. فلا تعمد عزيزي المريض لأخذ أي من العقارات المتوفرة بالاسواق فيما يخص تقوية الذاكرة دون استشارة من لديه الخبرة في الداء والدواء الطبيب والصيدلي فصحتك هدفهم ودرء الخطر عنك غايتهم. * قسم الرعاية الصيدلية