بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام رحلة العودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بعد أن منّ الله عليهم بأداء نسكهم بأمن وسهولة ويسر وطمأنينة تامة وبمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - يحفظهما الله - في ظل تكامل كافة الخدمات التي وفرتها حكومة المملكة والتي تمكنت بفضل المولى عز وجل من تحقيق نجاح كبير لكافة الخطط الموضوعية لحج هذا العام 1434ه. قوافل الحجيج تنفر من منى باتجاة المسجد الحرام وقد استقبل حجاج بيت الله الحرام مع اشراقة صباح يوم امس الخميس الثاني عشر من شهر ذي الحجة ثاني ايام التشريق في جو آمن مطمئن تحفهم عناية الله ورعايته ثم جهود العاملين الذين جندتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة ضيوف الرحمن. حيث قام ضيوف بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث اتباعاً لسنة الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. المتعجلون أثناء خروجهم من مشعر منى وتوجه الحجاج المتعجلون يوم امس الى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعاً لقول الحق تبارك وتعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون). ولقد ساهمت الخطط الموضوعة من قبل رجال المرور في تسهيل حركة التنقل من مشعر منى الى المسجد الحرام والمغادرة الى خارج مكةالمكرمة حيث ينفر ما يقارب 50% من ضيوف الرحمن دون العودة الى مشعر منى فالخطة المرورية بمكةالمكرمة اعتمدت في هذا العام تحويل طريق الملك عبدالعزيز باتجاه واحد الى الحرم في كامل مساراته من نقطة محبس الجن تجاه المسجد الحرام إلى نهاية نفق السوق الصغير. ضيوف الرحمن يكملون نسكهم برمي الجمار وتحويل طريق إبراهيم الخليل من الدائري الثاني (طريق سيدنا عمر بن الخطاب) في كامل مساراته حتى ميدان الشبيكة وهذا الطريق نقل الحركة من الجنوب الى الشمال وتحويل طريق أم القرى من ميدان الشبيكة، ونفق السوق الصغير في كامل مساراته حتى شارع عبدالله عريف (ميدان الدوارق) وتحويل طريق جبل الكعبة من شارع إبراهيم الخليل (ميدان الشبيكة) حتى الدائري الثاني. كما تم تحويل طريق الحرمين ابتداء من اشارة الملاوي قرب مسجد الملك عبدالعزيز الى اشارة ريع ذاخر ويستمر حتى كوبري الحجون ثم الى الدائري الثاني الى ميدان الخريق ومنه الى ميدان الغزة القديم حيث اصبح طريق الغزة كله اتجاهاً واحداً حتى انفاق شعب علي ثم تم ربطه بطريق الملك عبدالعزيز وكان هناك فصل للمشاة سواء في طريق الملك عبدالعزيز بأنفاق السد او في ميدان الخريق بمنطقة الغزة او الحجون كما تم منع دخول المركبات وقت الذروة ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة الخامسة عصرا حيث تم تحويل المركبات من منطقة الحجون الى شارع العتيبية الذي كان باتجاه واحد حتى كوبري الجامعة بالزاهر واستمر حتى اشارة الخويطر باتجاه الجهة الغربية الشمالية من مكةالمكرمة. وذلك لأن وجهة هؤلاء الحجاج بعد وصولهم إلى المنطقة المركزية إمّا التوجه إلى محافظة جدة او الطائف أو المدينةالمنورة، وعدم حاجتهم إلى العودة إلى مشعر منى إضافة إلى عدم وجود محاور رئيسة فعّالة خارجة من المنطقة المركزية تنقل الحجاج الذين قضوا مناسكهم في الحرم ممّا يؤدّي إلى عرقلة الحركة المرورية لساعات طويلة. ولقد ساهمت تلك التغيرات على الحركة في انسيابية الحركة المرورية قياساً بالأعوام السابقة، من مشعر منى الى الحرم ومن ثم الى خارج المنطقة المركزية. وأدى ذلك الى عدم توقف حركة السير بسبب وجود مسارات دائمة الحركة بالطرق المستحدثة وساهمت الخطة الموضوعة في سرعة تفريغ المنطقة المركزية من الحجيج الذين قضوا مناسكهم في الحرم بنسبة عالية لزيادة استيعابية حركة الدخول من مشعر منى.. كما عمل رجال الأمن على تفعيل مبدأ فصل حركة المركبات عن حركة المشاة وتخصيص مسارات إضافية للمشاة في أوقات الذروة في طريق الملك عبدالعزيز، وطريق إبراهيم الخليل دون توقف المركبات. وبدأ تنفيذ هذه المستجدات على الحركة المرورية من الساعة (11صباحاً) حتى الساعة (12 ليلاً) من اليوم نفسه. في حين سيمكث الحجاج الراغبون في التأخر الى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى ويرمون اليوم الجمرات الثلاث كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى يتوجهون اليوم الى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم يغادرون الى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما من عليهم من اداء مناسك الحج رافعين أكف الضراعة الى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتأمين حجهم وسلامتهم.. وكان لكافة الخطط الموضوعة بعد توفيق الله بالغ الأثر في نجاح موسم حج هذا العام نجاحاً باهرا وكان لمنشأة الجمرات الدور الكبير في استيعاب الحشود الهائلة من حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا تباعا لرمي الجمرات في راحة وطمأنينة بفضل الله عز وجل ثم بفضل خطة تفويج الحجاج عند جسر الجمرات حيث قامت قوات الأمن بتحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين من الجسر عبر مسارات متعددة لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتأكد من الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتحرك جموع الحجيج. وكان لكثافة رجال الأمن وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج ايضا دور كبير في تنظيم حركة التفويج على الجسر لمنع الاختناقات والتدافع واستشعاراً للشرف العظيم الذي يضطلعون به لخدمة اخوان لهم جاؤوا طلباً لمرضاة ربهم ولأداء ركن من أركان الدين الإسلامي الحنيف.