تعيش جماهير النصر أجواء من البهجة والسعادة، برؤية فارسها يعتلي قمة دوري جميل، في مستهل موسمه الجديد، وبعد ست جولات فقط، رغم أنها لا تمثل سوى أقل من 25 بالمائة مما تبقى من رحلة الدوري، في ظل التقارب النقاطي بين فرق المقدمة، وعلى الرغم من أن هذه الصدارة تمثل تتويجا للعمل الإداري والفني المميز، والتناغم العناصري الجماعي والدفاع المنظم الذي يطغى على المشهد النصراوي منذ الموسم المنصرم، إلا أن المبالغة الجماهيرية بتمجيد الواقع النصراوي الحاضر ربما يكون لها امتداد سلبي على ماتبقى من مشوار النصر في الدوري الطويل، خصوصا في حال تأثر بها نجوم الفريق في مبارياتهم المقبلة، وتعاملوا معها كمنجز بكل إفراط ومبالغة، فتقود النصر نحو التنازل عن مركز الصدارة باكرا والبدء من جديد في البحث عن قمة الدوري الملتهبة. يتفق الكثيرون على أن "العالمي" هذا الموسم مختلف فنيا وعناصريا ومرشح كبير لحصد الألقاب، إلا أن التعامل مع هذا المشهد الجميل في أذهان الجماهير النصراوية، لابد أن ينطلق من تعامل احترافي، تجسده الأجهزة الفنية، الإدارية والعناصرية في النادي، للمضي في حصد النقاط، وعدم الاستكانة لصدارة قد تكون عابرة وموقتة، مالم ينظر النصراويون نحو خط النهاية، دون إفراط أو تفريط، في ظل التواري الكبير الذي عاشه النصر في العقدين الفارطين، عن بطولة الدوري تحديدا وهو الأمر الذي يجب أن يكون محل اهتمام وعناية، إذا ما أراد النصراويون العودة إلى أمجادهم السابقة ومنجزاتهم التاريخية. الجانب الإيجابي لصدارة النصر من المفترض أن يكون هو المؤثر المقبل، والحافز الجديد لترسيخ الثقة المتعقلة في أذهان لاعبيه، دون مبالغة في هذه المرحلة، وإدارة النصر التي بذلت الغالي والنفيس لحضور النصر بحلته الجديدة كمنافس قوي، مدجج بأفضل النجوم تدرك أكثر من غيرها أن رحلة الدوري بحاجة لحنكة إدارية، وحكمة عالية في التعامل مع المرحلة المقبلة. فيما ان الجهاز الفني بقيادة المدرب الارجوياني كارينو وهو الأكثر هدوءا والأفضل عملا بين معظم الأجهزة الفنية التي تعاقبت على النصر بنظرته الواقعية واحترامه المنافسين، وتعامله المثالي مع اللاعبين سيكون عمله المقبل تحت المجهر، أكثر من أي وقت مضى. وتبقى الخبرة الكافية التي تطغى على جل العناصر النصراوية الحالية، هي الوسيلة الأمثل في نظر الجماهير النصراوية، نحو تجسيد وعي أكبر لتقديم عطاءات فنية مثمرة في الاستحقاقات المقبلة من دون التوقف عند حد معين، للذهاب بعيدا على ضفاف البطولات المحلية، التي عاندت النصر طويلا فالمنظومة الإدارية، الفنية والعناصرية الحالية لن تبرح ذاكرة النصراويين، إذا ما نجحت في قيادة النصر هذا الموسم وتتويجه بالذهب.