مع الخروج النصراوي من بطولة كأس خادم الحرمين للأبطال في النهائي على يد الأهلي، برزت أزمة جديدة على صعيد العمل النصراوي تضاف إلى العيوب التي ظهر بها الثوب الإداري النصراوي في الموسم المنصرم. وهي أزمة غياب الانضباط التي عانى منها معسكر النصر ليلة النهائي، وتسببت في خروجه بأربعة أهداف نظيفة ومتتالية كانت تقبل الزيادة، وهي النتيجة التي صدمت جماهير النصر العريضة، التي احتشدت لمؤازرة الفريق بعد غياب طويل عن منصات التتويج. ومع أن الأهلي ظل المرشح الأوفر فنيا وعناصريا وإداريا لتحقيق اللقب كما حدث، إلا أن انهيار النصر بهذا الشكل الغريب للمتابعين وفي مباراة ختامية على أغلى ألقاب الموسم المحلي كان هو الأمر الأشد غرابة، بل إن استسلام عناصر الفريق وتقبلهم الهزيمة بكل سهولة كشف أن الانضباط كان أزمة سادت معسكر الفريق في جدة امتدادا لغياب النظام طوال الموسم، فاللاعب المحترف كما هو سائد في كل أندية العالم، هو موظف له حقوقه وواجباته، ولابد أن يخضع للنظام، ويتقبل العقوبة كما الثواب، فعندما يغيب كل ذلك لاغرابة أن تنعكس الفوضى، على أداء بعض اللاعبين داخل الملعب. جماهير النصر لاتزال تتذكر المدرب الايطالي الصارم زينجا الذي قدم نصف موسم فقط مع النصر قبل رحيله اتسم بالانضباط وقوة الشخصية وفرض النظام، إلى درجة انه تصدى للعمل الإداري المختص بحضور اللاعبين وانصرافهم، ومراقبة تأخرهم وغيابهم، وظهر حينها النصر في أفضل حالاته الفنية، رغم سوء مستويات لاعبيه الأجانب حينها كما بعدها، فكانت المنافسة الصريحة على صدارة الدوري قبل أن يرحل زينجا بلا مقدمات. وسيكون أمام إدارة النصر رحلة جديدة لإعادة الانضباط إلى صفوف الفريق، وفرض أنظمة الاحتراف على كل لاعب محترف، ليعرف حقوقه ويعي واجباته، فما حدث ليلة النهائي درس مهم لإدارة النصر في التعرف على الأخطاء وإصلاح العيوب يجب ألا يتكرر، ثم البحث عن ضالة الفريق على صعيد المحترفين الأجانب، وهو ما تنتظره جماهير النصر في الموسم المقبل كما في المواسم المنصرمة، ويكفي أن تعي إدارة النصر أن مكافأة مايقارب النصف المليون الموعودة للاعبين من الإدارة وأعضاء الشرف والدعم الجماهيري الكبير للفريق لتحقيق اللقب الأخير في الموسم، كل ذلك لم يمثل دافعا وحافزا لمعظم اللاعبين في تقديم مباراة ختامية، تليق بنهائي البطولة ويستمتع بها المتابعون أمام شقيقهم الأهلي، لأن واحدا من أهم قائمة أسباب الإخفاقات الرئيسة، وهو النظام والانضباط وتقدير الشعار، ظل غائبا عن بعض اللاعبين، منذ بداية الموسم العاصف للنصر، وبرزت النتيجة بوضوح في ختام الموسم.