تتجدد مطالبات المدرج النصراوي في كل موسم بالتغيير الإداري والفني وحتى العناصري، مع الخروج بوفاض خالية من بطولات الموسم، وهو مشهد بات يتكرر كثيرا بعد الغياب الطويل عن منصات التتويج، التغيير والتطوير محور مهم للوصول إلى نتائج مثمرة، إلا انه ليس بالضرورة أن تكون النتائج الأفضل، فالعمل الإداري والفني الجديد قد يكتنفه مزيد من الأخطاء، وبالتالي سيطول انتظار الإنجاز ليبقى الاستقرار، وتجديد الثقة، هو من يصنع الفرق غالبا ويصحح الأخطاء المتعاقبة في عالم الكرة نحو تحقيق المنجزات. إدارة الأمير فيصل بن تركي منذ ظهورها قبل ثلاثة اعوام واجهت عواصف من النقد والتقريع والتدخلات الشرفية لفرض أسماء في مجلس الإدارة ومغادرة أسماء أخرى كاشتراط أول للدعم وهو الدعم الذي لم يتحقق حتى بعد التغيير المفروض. ولعل أهم التأثيرات السلبية التي طغت على إدارة النصر في بداية عهدها هو الهدر المادي وتحميل النادي الكثير من الديون التي أعاقت مسيرة النصر نظرا لحداثة العمل الإداري لرئيس وأعضاء الإدارة الجديدة في أول موسم عمل، وصاحبَ ذلك سوء الاختيار في العناصر الأجنبية وعدم الاستقرار على جهاز فني لأكثر من موسم بعد ذلك. وعلى الرغم من ذلك ظل المدرج النصراوي يعيش تفاؤلا متواصلا مع إدارة الأمير فيصل بن تركي نتيجة شعوره بالحراك الإداري المستمر والدعم العناصري والمادي، مما جنب النادي الدخول في صعوبات كبيرة مع كل بداية موسم أو فترة انتقالات. النصر أنهى موسمه السابق بالوصول إلى نهائي بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال قبل خسارة اللقب لمصلحة الأهلي وهو الوصول الأول منذ اعوام طويلة أعقبه الوصول إلى نهائي بطولة كأس ولي العهد في هذا الموسم أمام المنافس التقليدي الهلال ليخسر النصر مجددا ولكن بركلات الترجيح ومع ذلك استمر الدعم الجماهيري حاضرا هذا الموسم مع النصر وهو يلمس حجم التطور الفني الذي قاده المدرب الارجوياني كارينيو، على الرغم من الاحباطات الفنية الكبيرة التي صادفت النصر، بإصابة ابرز عناصره الأجنبية المهاجم الإكوادوري أيوفي وقبلها إصابة لاعب الوسط عوض خميس وأعقبها وفي مرحلة حاسمة إصابة المصري حسني عبدربه وهي الإصابات التي أثرت كثيرا على انسجام النصر وتجانسه مع أن حضور كارينيو كان متأخرا بعد ست جولات من بداية الدوري تحت قيادة الكولومبي ماتورانا، الذي كان قرار استمراره خاطئا بكل المقاييس بشهادة الكثير من النقاد الفنيين والمدربين خصوصا وهو كان منقطعا عن عالم التدريب قبل وصوله للنصر وتبعه التعاقد مع عناصر أجنبية بداية الموسم تحت إشراف الجهاز الفني السابق لم تكن فنيا مقنعة. ومع الاحباطات التي طغت على المدرج النصراوي مع ختام الموسم الجاري، يظل الاستقرار الإداري والفني هو خارطة الطريق لعودة النصر لمنصات التتويج في المواسم المقبلة مع دعمه بعناصر محلية وأجنبية مميزة، تعزز تواجد العناصر المحلية الشابة التي تسود خطوط النصر وعناصر الخبرة التي تتمثل في النجمين الخبيرين حسين عبدالغني ومحمد نور، إذ إن استمرارهما مع النصر في الموسم المقبل في ظل قدرتهما على العطاء سيكون دعما لحيوية العناصر الشابة وليس عائقا أمام ظهور مواهب جديدة. الموسم المقبل هو الموسم الأخير لإدارة الأمير فيصل بن تركي في قيادة النصر وربما يكون موسم الحصاد المنتظر من المدرج النصراوي، في ظل الحراك الكبير والطموح الذي يحمله رئيس النادي الشاب لمواصلة العمل والبحث عن النجاح وهو ما يتطلب الدعم الشرفي والجماهيري لتجديد الثقة في إدارة النصر، بعد أن تم تجديد الثقة في المدرب كارينيو، الذي بات يعرف الكثير من احتياجات النصر الفنية، مما سيختصر العمل الفني كثيرا في الموسم المقبل، فالاستقرار الفني لموسمين متتاليين مع دعم شرفي متواصل لرئيس النادي هو أبرز ما يحتاجه النصر في هذه المرحلة بهدف العودة لواجهة البطولات.