ربما يستطيع فريق النصر الحالي أن يوسع الفارق بينه وبين بقية الفرق، ويمكن أن يفقد الصدارة التي يرى البعض أنها صدارة موقتة بسبب بعض المباريات المؤجلة لعدد من الفرق، وهذه احتمالات واردة، لكن موقع النصر هو موقع رائع ينبئ بالكثير للجماهير النصراوية بتحقيق البطولات، والعمل في النصر هو عمل جبار لا ينكره إلا مكابر لا سيما أن ثقافة الفوز أصبحت طاغية على الأداء النصراوي. والمتابع لفريق النصر يلمس الفارق التدريبي عن الأعوام السابقة، ومدرب الفريق زينغا يقدم عملاً يصل إلى حد الطمأنينة من خلال رؤية جيدة لمحاولة سد بعض الثغرات في مناطق الضعف النصراوي، ولعل تدوير الأماكن هو ما يثبت أن المدرب له رؤية فنية صائبة على رغم محاولة البعض التقليل من قدرات المدرب، وزينغا حتى هذه اللحظة يعمل وفق ما هو متوافر له من عناصر في الفريق التي تحتاج إلى تدعيم تدريجي قد لا يلاحظ بشكل واضح، فقد قدم زينغا بعض العناصر الجديدة أو هو بدأ يعطي هذه العناصر فرصة، وهو أمر يختصر الكثير لوضع الفريق في موقع يمكن أن يكون فيه حاضراً مع مرور الوقت، والمدرب (أي مدرب) يمكن أن ينجح عندما يجد الأجواء المناسبة للعمل، وهذا حتماً متوافر لزينغا، كما أن استراتيجية المدرب يجب أن تحترم ما دامت تحقق النجاح وتسير بالفريق نحو الطريق الصحيح، ولو تخيلت الجماهير النصراوية بعض المباريات الماضية التي خسر فيها النصر العديد من النقاط كخسارة الفريق من الوحدة وتعادله مع الرائد والتعاون والفيصلي كيف كان سيكون وضع الفريق، فلو أن الفريق تجاوز تلك المباريات لكان الآن أقوى المرشحين للفوز باللقب. اللقب يمكن أن يكون هذا الموسم نصراوياً، فلا الاتحاد ولا الاتفاق أو الهلال أفضل من النصر في الوقت الراهن، لكن أحياناً تكون كرة القدم عصية غير منصفة، وعموماً النصر يفوز في الوقت الراهن وإذا ما واصل انتصاراته ربما يحقق اللقب، وهذا بالطبع ليس مجرد تعاطف أو حتى رغبة شخصية لكنه الواقع الذي يبشر بالخير في وجود النصر ضمن قائمة الأبطال مجدداً، وللتأكيد على أن الأوراق النصراوية الفنية في غاية الوضوح وجود العامل النفسي في أداء الفريق، فالنصر عاد كثيراً من مباريات كانت دقائقها الأولى للفريق الخصم، لكن سرعان ما يعود الفريق إلى وضعه وينتزع الفوز في أحلك الظروف. هذا الموسم سواء كان النصر بطلاً أو عاد إلى الصفوف الأقل مرتبة فهو في الوقت نفسه يقدم عملاً مشرفاً لجماهيره، وتدرك تلك الجماهير قيمة عمل الإدارة النصراوية والجهاز الفني في الفريق إضافة إلى كمية هائلة من نجوم الكرة السعودية، وربما يصل المدرب إلى التشكيلة المثلى التي سيخوض بها غمار منافسات بطولة آسيا، التي غاب عنها النصر كثيراً فيجمع الشرف بطرفيه، والمهم أن تكون مخططات الإدارة ودعم الجماهير متوافقة مع العمل الفني الذي يقدمه زينغا، وأن يكون الخطاب الإعلامي النصراوي متزناً مع واقع الحال، وألا يساق النصراويون إلى معارك ومباريات خارج ملعب الكرة، وعندما تحسن الإدارة توزيع الأدوار فإن العصر النصراوي قد بدأ فعلاً من الآن. [email protected]