يلاحظ أن أغلب المصابين بالانفلونزا تكون شهيتهم للطعام ضعيفة، وهذه ردة فعل طبيعية للجسم حيث يكون الجسم منهكا بفعل المرض والحرب الطاحنة داخله فيحتاج الى تركيز قوته وتخفيض الإجهاد بعدة طرق منها عدم الرغبة في الطعام والشعور بالاعياء وربما آلام في العضلات لتقليل حركة المريض، لهذا لا يحبذ تناول غذاء كثير أثناء المرض حتى ولو نقصت بعض العناصر الغذائية لعدة أيام، حيث لا يمكن الجمع بين تناول غذاء متوازن يعطي الجسم كافة احتياجاته من العناصر الغذائية وفي نفس الوقت تسريع عملية الشفاء، ففي فترة الإصابة تقدم أهمية تسريع الشفاء وعدم اجهاد الجسم بالطعام على أهمية تنوع الغذاء وتكامله. كما ذكرنا أن الشفاء من الانفلونزا بمشيئة الله يكون من خلال رفع المناعة الذاتية للجسم، ولمساعدة الجسم على تخطي المرحلة الصعبة وانتاج مضادات حيوية ومناعية لا بد من توفير بيئة صحية وغذاء متكامل. الفكرة الرئيسية لتغذية المصابين بالانفلونزا هي تنظيف الأمعاء وتقليل الأكل بصفة عامة والأغذية الصلبة بصفة خاصة والتركيز فقط على نوعيات محددة تضمن تنظيف الأمعاء وعدم اجهاد الجسم بالهضم وامتصاص الطعام، وزيادة شرب الماء خاصة والسوائل الدافئة بصفة عامة. هناك بعض الأغذية تسرع بالشفاء وتقوي مناعة الجسم للقضاء على مسببات المرض، والتي يجب أن تكون أغذية طازجة ونظيفة ولا تحتوي على حمل ميكروبي عال وغنية بمضادات الأكسدة بالذات فيتامينات "أ" و "ج". من ضمن الطرق الفعالة لتقوية المناعة وتسريع علاج الانفلونزا: 1- تقليل الأغذية الصلبة وزيادة الأغذية السائلة وليس شرطاً احتواؤها على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، بحيث تشكل نسبة الأغذية السائلة أو شبه السائلة 50% من الأغذية اليومية خلال الثلاثة أيام الأولى من الإصابة. 2- في أول يومين يقتصر الغذاء على تناول عصائر الفواكه حسب الرغبة مثل البرتقال والليمون والعنب والجريب فروت والخوخ والجوافة والحبحب والتفاح والكمثرى والفراولة والأناناس والأفوكادو والمانجو، ولا يفضل إضافة سكر كثير، ويمكن تناول أغذية البروبيوتك مثل الزبادي المعزز بالبكتيريا النافعة (الاكتوباسيللس)، ولا يفضل تناول أي غذاء آخر غير ذلك. 3- في اليومين التاليين يتم تناول الزبادي قليل الدسم والعسل بالذات مع الافطار مع عصائر الفواكه وشوربات ومرق الخضراوات والسلطة الطازجة مع العناية بنظافتها وغسلها جيداً ومن أهمها الخضراوات المفيدة البروكلي والملفوف والزهرة والفجل والثوم والبصل والفلفل الأخضر والسبانخ والقرع والجرجير، كما يمكن تناول عصيرها مثل الجزر والفلفل الأخضر مع الطماطم والسبانخ، وينصح بخلط السبانخ والجزر وتناولهما في وجبة منفصلة عن الأغذية الأخرى. 4- في اليومين الأخيرين يتم تناول شوربات الدجاج أو السمك ويمكن تناول لحومهما مع التقليل من الدهون كما يتم تناول المكسرات والبقول والنشويات مع عدم زيادة منتجات القمح سواء الخبز او المعجنات بالاضافة الى العسل ومنتجات الحليب والبطاطس واللحوم الطازجة والمشروم، وكذلك يمكن تناول الحليب ومنتجاته قليلة الدسم. ينصح بإضافة الزنجبيل الطازج مع الحليب الدافئ قليل الدسم، وأيضاً بتقطيع التين المجفف الى قطع صغيرة وخلطها بحليب ساخن قليل الدسم ويشرب المخلوط عدة مرات في اليوم. العناية بالراحة النفسية لا تقل أهمية عن الراحة الجسدية، فالضغوط النفسية تضعف مناعة الجسم، وكلما كان التحكم فيها أفضل أو تم تجنب مثيرات الانفعال كلما سهلت مهمة الجسم في مكافحة المرض. البهارات والأغذية الحريفة لا تساعد على الشفاء من الانفلونزا 1- اللحوم المعلبة والمخلالات والأغذية المحفوظة لما قد تسببه من زيادة المحتوى الميكروبي. 2- البهارات والتوابل والمخللات كما جرت العادة لكونها تفتح الشهية وتجعل الشخص يتناول طعاما أكثر. 3- تجنب المشروبات الباردة 4- الوجبات السريعة والمشروبات الغازية حتى ولو كانت غير باردة 5- المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي 6- الأجبان ومنتجات الحليب في الأيام الثلاثة أو الأربعة من الإصابة حيث تكون طبقة سميكة تساعد على نمو البكتيريا في الحلق 7- زيادة تناول الملح منعا لحدوث الجفاف الوقاية هناك دراسات عديدة تؤكد على ارتباط نقص بعض الفيتامينات والمعادن مع ضعف مناعة الجسم، ومن أهمها فيتامينات "ج" و "د" و "ب6" و "ب12" و " حمض الفوليك" ومن المعادن الزنك. الوقاية الأفضل من كثير من الأمراض تكمن في تهيئة الجسم بالمناعة الجيدة من خلال الحياة الصحية، المتمثلة في الغذاء الصحي المتكامل والطازج النظيف ومزاولة اللياقة بشكل يومي وتجنب الأماكن الملوثة أو قليلة التهوية أو الاختلاط بالمرضى، وبالطبع العناية بالحالة النفسية للفرد. معلومات خاطئة فيتامين (ج) يقوي المناعة: هذا اعتقاد غير صحيح، ولكن هذا لا يعني ان هذا الفيتامين لا يساعد على الشفاء من بعض الأمراض حيث يزيد قدرة الخلية على مقاومة الأمراض والتخلص منها، ولهذا هو مفيد قبل وأثناء نزلات البرد والانفلونزا يكثر البعض من تناول البهارات والتوابل والمخلالات اعتقادا منهم أنها أغذية حريفة وحارة تعالج الحرارة كم يقول القائل "وداوني بالتي كانت هي الداء" وهذا خطأ فيجب تجنب تلك المواد. عدم الحركة والمكوث بشكل مستمر في الفراش أثناء المرض يسرع الشفاء، والصحيح أن الحركة غير المرهقة تساعد على جريان الدم بصورة أفضل مما يساعد على الشفاء. ينصح بإضافة الزنجبيل الطازج مع الحليب الدافئ قليل الدسم