يسعى كثير من أهالي منطقة الجوف خاصة كبار السن إلى كسر حدة الحر بالرجوع إلى الطب النبوي الشريف، حيث يعمد الكثير منهم إلى البحث عن علاقة تبريد الجسم بما يؤكل فكان بحثهم ذا جدوى وفائدة كبيرة، ووجدوا ضالتهم في البطيخ والرطب كفاكهة ومن الخضار القثاء والقرع خاصة إذا ما تم أكل الرطب مع القثاء أو أكل البطيخ مع الرطب. ويؤكد خبراء التغذية أن فاكهة الصيف تعطي إحساسا بالانتعاش، وترطب حرارة الجسم، وتعتبر أحد الحلول السحرية للتخلص من زيادة الوزن أيضاً. كما يشدِّد خبراء التغذية على أن الطعام في فصل الصيف يجب أن يحتوي على أغذية مرطبة وملطفة للحرارة، مثل الخضار الطازج وأفضله الخيار، فهو مرطب ويعمل على تهدئة العطش، كذلك الفاكهة والسلطات الرطبة كسلطة اللبن الغنية بالعناصر الغذائية. ويضيف خبراء التغذية أنه يجب في الحر الشديد تناول الوجبات التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء، مثل البطيخ والسبانخ والملوخية، والإكثار من الأطعمة المسلوقة والابتعاد عن الأطعمة الدسمة لأنها تعطي سعرات حرارية كبيرة، مما يشعرنا بالتوتر والضجر، خلافاً للأطعمة القليلة السعرات التي تمنحنا الراحة والإحساس بالبرودة. كسر حدة الحر وتحدث إلى "الوطن" عدد من الذين عمدوا لكسر حدة الحر بالطب النبوي فقال المتخصص بالسنة النبوية الدكتور فهد بن عبدالله الفريح إن هنالك العديد من الأحاديث الشريفة تدعو إلى الاعتناء باختيار الأطعمة خاصة في الحر الشديد، فقد ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الشراب أطيب فقال "الحلو البارد"، وكان يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش أو الحر". كما أنه لا يأكل الطعام الحار وهذا ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه - حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام "لا يؤكل الطعام حتى يذهب بخاره"، وفي رواية أخرى "أبردوا الطعام فإن الطعام الحار غير ذي بركة". كما روى أبو داود والترمذي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يأكل البطيخ بالرطب، فيقول: "نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا". وجبات مثالية و يحذر الدكتور أسامة الشبكي من تناول المواد الحريفة في أوقات الحر لأنها تسبب الالتهابات، مشيراً إلى ضرورة التقليل من تناول الألياف مثل الجرجير تجنباً لإرهاق المعدة والأملاح وعدم وضعها مباشرة على الطعام، ومن المفيد الاعتماد على السلطات الخضراء واللبن (زبادي) والابتعاد عن الأطعمة المطهية في الفرن مثل المكرونة وغيرها. ونصح الشبكي بالوجبات الصيفية المثالية، وهي الفاصوليا المسلوقة مع البقدونس والملوخية التي تعتبر من الوجبات الخفيفة لخلوها من الدهون وعدم استهلاك اللحوم بالصيف. وتنصح استشارية التغذية الدكتورة مي كمال بتناول الأطعمة التي تشعر الإنسان بالبرودة والانتعاش كالخيار، والكوسا، والجزر، والقرنبيط، والعدس، والخبز الأسمر، والفاصوليا، وزيت الزيتون، وجوز الهند، واللوز، والفاكهة، والأعشاب الطازجة، والبهارات غير الحارة مثل الشمر والزنجبيل الطازج. وتحذر كمال من تناول عدد من الأطعمة في الصيف الباذنجان، والطماطم، والفلفل الحار، والبصل، والثوم، والذرة، واللبن، والحليب الحامض، والحمضيات، والزيتون، والعسل، والبهارات الحارة، والملح، والخل، واللحوم الحمراء بكثرة، مشيرة إلى أنه يفضل تناول اللحوم المسلوقة أو المشوية لسهولة هضمها وشرب المشروبات والسوائل بكثرة. فاكهة الصيف وتقول استشارية التغذية الدكتورة آمال رخل إن تناول الفاكهة مهم خلال الصيف، خصوصاً البطيخ والجوافة، ويساعد البطيخ في ترطيب الجسم لأنه يعطي سعرات حرارية عالية ويخلصه من الحرارة باحتوائه على فيتامين A. وتضيف أن البطيخ يقي من أمراض الصيف لأنه يقوي جهاز المناعة والبصر ويمنع ما يُسمى بالعشا الليلي أو عدم القدرة على الرؤية في الظلام. أما الجوافة فهي من أفضل أنواع الفاكهة التي تحافظ على القوة الجسدية، ويمنح كل 100 جرام منها الجسم 70 سعرة حرارية. القثاء وأضاف المتخصص في الحجامة والطب النبوي عمر هوساوي أن هنالك علاقة بين الحر والطعام المأكول، فقد روى الترمذي عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل القثاء بالرطب"، وروى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "كانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب، فسمنت كأحسن سمنة". كلوا هذا مع هذا ويقول المتخصص بالدراسات الإسلامية الدكتور فهد العبدالله أوضح بعض أطباء الإسلام معنى كلوا هذا مع هذا، بأنه إنما أمر النبي بأكل البلح بالتمر، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر لأن البلح بارد يابس والتمر حار رطب ففي كل منهما إصلاح للآخر وليس كذلك البسر مع التمر فإن كل واحد منهما حار، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين. وأضاف أن في حديث النبي تنبيها على صحة أصل صناعة الطب، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة.