كلما حان وقت الحجيج الى بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، جاءت الى أذهاننا قصة السيدة زبيدة رضي الله عنها. وربما أغلبكم يتذكر المشكلة في شح المياه التي تواجه حجاج بيت الله الحرام منذ أكثر من (1200 سنة)، وتصدي الكثيرين من فاعلي الخير لحل مشكلة المياه. من أبرز هؤلاء كانت السيدة الفاضلة زبيدة زوجة الخليفة الصالح هارون الرشيد رضي الله عنهما، والتي كانت معروفة بحبها لفعل الخير ومساعدة الناس والانفاق على أهل العلم والثقافة والادب. وكانت بجانب هذه المميزات الراقية تهتم بالفقراء والمساكين. مهدت السيدة "زبيدة" رضي الله عنها طريقا للحج من بغداد الى مكةالمكرمة يسمى "درب زبيدة"، وجعلت في هذا الطريق منافع ومرافق وخدمات جانبية وحفرت الآبار والعيون لمساعدة الحجاج والمعتمرين. واستطاعت جامعة الملك سعود بالرياض من إجراء العديد من الدراسات والبحوث وحفريات لطريق الجادة لتستكشف الآثار والآبار والمرافق المنطمسة فيه، فوجدوا من ذلك العجب العجاب. استطاعت السيدة "زبيدة" رضي الله عنها أن ترفع عن كاهل الحجاج والمعتمرين معاناتهم من قلة المياه وارتفاع ثمنه قبل وجود "عين زبيدة" رضي الله عنها. واليوم استطاعت حكومة المملكة العربية السعودية أن تنشئ ادارة خاصة تسمى"إدارة عين زبيدة" لاستمرار هذه الحدث التاريخي الانساني الذي أصبح يخلد هذه الانسانة التي سيذكرها التاريخ الى الابد. ونحن اليوم نستقبل ضيوف الرحمن في مكةالمكرمة نتذكر السيدة "زبيدة"رضي الله عنها، بل يتذكرها كل حاج في كل يوم وشهر وسنة!