أوقفت الهيئة العامة للآثار والسياحة بمنطقة مكةالمكرمة أعمال إزالة مجموعة من الأبراج بحي الراقوبة المجاور للمسجد الحرام بسبب وجود آثار تاريخية عبارة عن ''القنوات المائية والخرازات‘‘ التي كانت تسير على مجرى قناة مياه ''عين زبيدة‘‘ التي أنشأها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه عام1355ه على بعد 500م من الكعبة المشرفة لسقيا أهالي مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام. ووقف فريق متخصص من الهيئة العامة لآثار والسياحة بمنطقة مكةالمكرمة على مواقع أعمال الهدم والإزالة بالمنطقة للتأكد من وجود آثار والاحتفاظ بها حتى لا تزول مع أعمال الإزالة التي تنفذها آليات مقاول الهدم بلجنة الساحات الشمالية. وأبلغت الهيئة العامة للآثار والسياحة رئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام المهندس حسن عيد بوقف أعمال الإزالة فى المنطقة التي حولها البازان التاريخي الذي يخلد أثرًا قديمًا لصورة من أعمال البر والإحسان لموحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وعقدت الهيئة العامة للآثار والسياحة بمنطقة مكةالمكرمة ولجنة الساحات اجتماعًا لمناقشة الموضوع وكيفية التعامل مستقبلاً مع أي أثر يظهرأثناء أعمال الإزالة خلال 10 أيام. وقال رئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام المهندس حسن عيد: إن التعليمات تؤكد على مقاول الهدم والإزالة بعدم المساس بأي أثر يلاحظ خلال أعمال الإزالة فى منطقة الساحات الشمالية وغيرها، ويتم التنسيق مع الهيئة العامة للآثار والسياحة فى ذلك. وقال وكيل جامعة أم القرى والباحث في آثار عين زبيدة الدكتور عادل بن محمد نورغباشي: اعتمد سكان مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرون في العصر القديم على ما تجود به الآبار لتوفير احتياجاتهم من المياه ثم تطورالأمر عندما عمل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - في خلافته ما بين عام 40-60ه الموافق 660-680م على توفير المياه لمكةالمكرمة، وذلك بإنشاء قنوات خاصة لنقل مياه بعض العيون من حرم مكةالمكرمة إلى بركها، ثم تلا ذلك قيام أعمال أخرى لإيصال مياه العيون من حرم مكةالمكرمة إلى بركها في سنين عديدة سبقت أعمال السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد. وأضاف بعد أن يسَّر الله للملك عبدالعزيز «يرحمه الله» ضم مكةالمكرمة إلى حكمه في عام 1343ه أمر بإجراء أعمال عديدة لزيادة كمية مياه العين ونتج عن ذلك عدم قدرة القناة السابقة على استيعاب كمية المياه الزائدة مما استلزم تعلية جانبي هذه القناة لاستيعاب المياه ولا تزال مواضع عديدة من هذه القناة باقية إلى الآن تحكي لنا تاريخًا ملموسًا نفخر ونعتز به على مدى الأيام والسنين. وقال عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز سروجي: إن المعهد لديه الكثيرمن الأبحاث في مجال المحافظة على الآثار التاريخية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشيرًا إلى أن ادارته عضو في اللجنة العلمية لموسوعة الحرمين الشريفين التي ينضم لواؤها تحت إدارة دارة الملك عبدالعزيز. وأضاف: إن المعهد عضو في اللجنة العلمية لمركز تاريخ مكة وقام بالمشاركة في العديد من اللجان الفرعية وورش العمل التي أقامتها دارة الملك عبدالعزيز في المحافظة على الآثار. ولفت إلى أن الأمر الكريم بشأن المحافظة على الآثار التاريخية في مكةالمكرمة تم توجيهه إلى هيئة السياحة والآثار التي يترأسها الأمير سلطان بن سلمان وقد تبنت الهيئة هذا القرار وتسعى إلى تثبيته وتحقيقه بالتعاون مع القطاعات ذات العلاقة.