المواطن عبدالله بن خيران بن قُرُّوش الكناني الزهراني تجاوز عمره القرن وخمسة عشر عاماً، وهو من أهالي قرية النصباء بمحافظة المندق، ويذكر أنه أدى فريضة الحج 12 مرة مشياً على الأقدام وعلى الدواب، وزار مسجد رسول لله عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة مشياً على الأقدام وبواسطة الإبل ثلاث مرات مع مجموعة من الزائرين كانوا يستغرقون قرابة الشهر في رحلتهم للمدينة، ويذكر الزهراني أنه تزوج من زوجتين وله منهن عشر بنات ولم يبقى منهن على قيد الحياة سوى إثنتين تجاوزت أعمارهن السبعين وأبناء أبناء بناته متزوجون ورزقوا من البنين والبنات . وفي إجابته على السؤال عن عمره قال: قمت بختان أكثر من عشرين صبياً عندما كنت في الثلاثين من عمري وأغلبهم انتقلوا إلى رحمة الله، فمنهم من توفي عن عمر يناهز التسعين عاماً ومنهم من مات وعمره يقارب 80 عاماً، وقد أسهمت في دفنهم رحمهم الله، مؤكداً بذلك أن عمره يزيد على 115 عاماً، إلا أنه ولله الحمد يتمتع بصحة جيدة وذاكرة قوية قياساً بهذا التقدم الكبير في السن، ويستطيع المشي ببطء في ذهابه للمسجد سوى أنه يعاني من ضعف البصر والسمع . ويذكر الزهراني أنه تشرف بمبايعة الملك عبدالعزيز رحمه الله مشيراً أنه رافق والده مع وفد قبيلتي غامد و زهران من المشايخ إلى تربة البقوم لمقابلة مندوب من الملك عبدالعزيز يرحمه الله الشيخ خالد بن لؤي، ويقول في حديثه عن هذه الرحلة : أننا ذهبنا بواسطة الجمال والخيول والبعض منا ذهب سيراً على الأقدام حتى لحق بالركب وسلكنا طريقنا باتجاه العقيق شمال الباحة ومنها إلى وادي كرا الحائط ثم سلكنا الطريق إلى البعيثه فدخلنا ديار البقوم من وادي القوامة حتى وصلنا مكاناً يسمى أبو راكه وقطعنا مسافة تقارب 120 كيلو متراً مشياً على الأقدام حتى وصلنا تربة البقوم في شهر ذي الحجة ولا أذكر التاريخ و لكن كان عمري آنذاك 20 عاماً تقريباً، فاستقبلنا مندوب الملك عبدالعزيز الشيخ خالد بن لؤي ورحب بنا أجمل ترحيب وقال بعد انتهاء الضيافة : هل تبايعون إمام المسلمين الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة وعلى كتاب الله وسنة نبيه؟ فقلنا هذا ما جئنا من أجله ، فقال : يكون لديكم معلوم أن إمام المسلمين ليس بطامع في أموال المسلمين، ولا سفك الدماء، وإنما يقصد الدخول في دين الله تعالى وإتباع كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والمراجعة بينكم وبين إمام المسلمين على السمع والطاعة، ويقول ضيفنا الزهراني: علت أصوات القبائل بالتكبير وأعلنوا جميعاً بيعتهم للملك عبدالعزيز وكنت أحدهم ولله الحمد، ويضيف : ثم أمد الله في عمري وتشرفت بمبايعة الملوك سعود وفيصل وخالد فخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله تعالى ثم تشرفت ولله الحمد بمبايعة خادم الحرمين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز يحفظه الله حيث طلبت من أحفادي الحضور إلى محافظ المندق وتسجيل اسمي لمبايعة المليك يحفظه الله ونسأل الله العلي القدير أن يمتعه بالصحة والعافية هو وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظهم الله وأن يمكن لهم في الأرض كما مكن لأسلافهم، وقبل توديعنا للمعمر الزهراني قال: أوصيكم وصية رددوها في أسماع أبنائكم وأحفادكم أن تدعوا عند كل صلاة لآل سعود الأموات منهم والأحياء فلا تنسوهم من الدعاء وهم ولاة أمرنا الذين طبقوا الشريعة خير تطبيق وأقاموا العدل والمساواة ورفعوا راية التوحيد ونعيش في ظلهم بعد الله في رغد من العيش والأمن والأمان، وأن تبلغوا كل من يريد العبث أو التطاول على أمن الوطن مثل أولئك الرهط من الصبية الإرهابيين الذين ليس لديهم سوى التخفي والإفساد في الأرض، أبلغوهم أن يسألوا كبار السن كيف كان آباؤهم وأجدادهم يعيشون في ظلم وظلام حتى أنا كنا نجهل أمور الدين ولم نكن نأمن على رقابنا من مغيب الشمس حتى الشروق، من أعمال السلب والنهب وقطع الطريق التي كنا نعاني منها .