توقع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في افتتاح الجلسات الختامية للحوار الوطني الثلاثاء ان يتم التوصل الى حل للمسألة الخلافية الرئيسية المتبقية وهي عدد الاقاليم في الدولة الاتحادية المقبلة، خلال ايام، واصفا الجنوبيين الرافضين للتوافق في الحوار على استمرار الوحدة بانهم "خارج التاريخ". وقد دعت فصائل الحراك الجنوبي غير المشاركة في الحوار والتي ما زالت تتمسك بمطلب الانفصال الكامل عن الشمال، الى التظاهر السبت في عدن للتأكيد على رفض ما توصل اليه الحوار الوطني. وبدأ المشاركون في الحوار الوطني الثلاثاء الجلسات العامة الختامية مع انتهاء عمل معظم اللجان التسعة التي تشكل منها الحوار، فيما يستمر الخلاف في اللجنة الخاصة بالقضية الجنوبية. والخلاف الاساسي هو حول عدد الاقاليم في الدولة الفدرالية التي يفترض قيامها في اليمن، اذ يتمسك الجنوبيون بصيغة من اقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، فيما يريد الشماليون دولة من خمسة اقاليم او اكثر للتأكيد على "الوحدة" التي تحققت عام 1990. وقال هادي امام هيئة الحوار "ايام قليلة تفصلنا عن التوصل الى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي واعادة سياسة حشد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في اطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة". واضاف "تعلمون ان توافقا وطنيا واسعا قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية، وان ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا والروح الوطنية والشراكة". كما اعتبر هادي ان ما يقدمه الحوار وملامح الصيغ المطروحة للجنوبيين اكبر مما حصلوا عليه مع الوحدة في 1990 وبعد الحرب الاهلية في 1994، وهي السنة التي قمع فيها الشماليون محاولة انفصالية قادها جنوبيون. وقال في هذا السياق "من المهم التاكيد ان الملامح الاولى للحل قد حققت للقضية الجنوبية ما لم يحققه اتفاق الوحدة عام 1990 ولا وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994، وذلك ... تجسيدا لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين وهو صياغة عقد اجتماي جديد يعالج اختلالات الوحدة ويصوب مسارها بعد ان حرفها البعض ممن لم يقرأوا الوحدة القراءة التاريخية الصحيحة". وفي كلام حازم وجهه للجنوبيين الرافضين لاستمرار الوحدة وللحوار، قال هادي ان "المزايدين والمتاجرين بالقضية الجنوبية سيجدون نفسهم خارج التاريخ... بسبب خروجهم عن لحظة الاجماع الوطني".