أفصح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عن شكل الدولة القادمة لليمن قائلا: إنها ستكون دولة اتحادية واحدة، دون تحديد عدد أقاليمها، متوقعا الحسم خلال أيام، واصفا الجنوبيين الرافضين للتوافق على استمرار الوحدة بأنهم "خارج التاريخ". ورفض هادي عرض الجنوبيين بأن تكون الدولة من إقليمين، كون ذلك يمهد لانفصال قادم، خاصة إذا ما ربط ببند ينص على حق تقرير المصير للجنوبيين. وأكد هادي في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار، التي انطلقت أمس، في ظل غياب مكونَي الحراك الجنوبي والحوثيين، اللذين هددا بالتصعيد في حالة عدم الاستجابة لمطالبهما، أن "اليمن سيكون دولة اتحادية موحدة واحدة"، مشيرا إلى أن الملامح الأولى لحل القضية الجنوبية حققت ما لم تحققه اتفاقية الوحدة عام 90 ووثيقة العد والاتفاق عام 94، وأن حلول القضية الجنوبية ستكون عن طريق حل مظالم الماضي، وإعادة صياغة عقد الوحدة في إطار دولة اتحادية يمنية موحدة. وحول مخاوف اليمنيين من فشل مؤتمر الحوار، طمأن هادي أن النجاح مقرون بالحوار الذي انطلق قبل نحو 7 أشهر، قائلا: "الفشل ليس خيارنا؛ لأن الشعب اليمني اختار النجاح عندما اختار الحوار، ويخطئ من يظن أنه قادر على حرف مسار الحوار لصالح أفراد أو جماعات أو أحزاب". من جانبه، تعهد رئيس بعثة دول مجلس التعاون الخليجي المهندس سعد العريفي، مواصلة دعم دول المجلس لليمن وللرئيس هادي لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار، فيما قال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، إن العقبات التي وضعت أمام مؤتمر الحوار ذهبت سدى؛ لأن عجلة التغيير لن تعود للوراء، ولا يعيش في الماضي إلا من كان واهما. وأوضح أن مخرجات مؤتمر الحوار ستكون بمنزلة موجهات دستورية تستند على مجموعة مبادئ حول القضايا التسع المحورية بالمؤتمر، وأن العقد الاجتماعي الجديد هو لتحصين اليمن من أن يعود لويلات الماضي وليندفع نحو مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا. ومن المقرر أن يقف المشاركون في أعمال المؤتمر خلال الجلسة العامة الختامية أمام التقارير المرفوعة من فرق العمل التسعة المنبثقة عن مؤتمر الحوار، المتضمنة للنتائج التي توصلت إليها ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها وتوافقت عليها، في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر. على صعيد آخر، دُشنت في عدن، جنوبي البلاد، حملة شعبية لدعم التمديد للرئيس هادي رئيسا للجمهورية لفترة قادمة "لضمان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والدفع بعجلة التغيير"، كما يقول منظمو الحملة. وفي مؤتمر صحفي عقدته مجاميع شبابية، تمثل أربع محافظات جنوبية قال محمد الحامد رئيس الحملة الشعبية للتمديد لهادي، إن الأسباب والدوافع التي أدت الى الحاجة لهذا التمديد تأتي نتيجة لبروز عدد من المخاطر الجسيمة، التي تهدد الوطن وأمنه واستقراره، وكذا عدم جاهزية القوى السياسية لإيجاد الشخصية التي يتوافق عليها الجميع في الوقت الراهن.