بقلوب يعتصرها الأسى والحزن جاء نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله ويتغمده بواسع رحمته وكرمه - مريراً وقاسياً على الأمتين الإسلامية والعربية، وإن مما يربطنا به أن جامعتنا تحمل اسمه.. هذا الملك الباني «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» بناء الوالد لأبنائه، وبناء الراعي الحاكم لرعيته لتعيش عصر التطور والتقدم. وقد تحدث في إحدى زياراته للجامعة لأبنائه الطلاب - يرحمه الله - عن تطور هذه الجامعة فقال: (رأيت في تطور الجامعة الذي لو وصف لأحد لاعتبره شيئاً من ضرب الخيال أو شيئاً غير ممكن التحقيق، ولكنه أصبح حقيقة واقعة). لقد تولى - يرحمه الله - مقاليد الحكم في هذه البلاد فكان العهد الزاهر الذي حققت فيه المملكة مستويات قياسية من الدماء، وتبوأ الوطن مكانة عالية رفيعة، من التطور الكبير والشامل في كل المجالات. وتحولت الجامعة - التي تشرف بالانتساب إلى هذا الاسم الخالد (الملك فهد) وكان ذلك في 22 من ربيع الثاني عام 1407ه حيث تم تعديل اسم (جامعة البترول والمعادن) إلى (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) بعد الزيارة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين للجامعة (تغمده الله بواسع رحمته)- إلى منارة للعلم، واحتضنت مبادرات وأفكار غير مسبوقة. وخطت في عهده الزاهر خطوات واسعة وقوية في تطوير البحث العلمي، حيث خرجت علماء وأساتذة الجامعات داخل المملكة وخارجها. وأما على صعيد ماقدمه للمملكة وللأمتين الإسلامية والعربية، فقد قام الكثير الذي لايمكن تعداده في العطاء والنماء، بدءاً من التعليم منذ كان أول وزيرللمعارف، ثم في ترسيخ قواعد الأمن في البلاد يوم أن تسلم وزارة الداخلية، وفي سياسته الحكيمة في تبني الدعوة إلى التضامن العربي والإسلامي. وموقفه مع الشعب الفلسطيني الذي كان واضحاً وعادلاً، وقد تبني مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في فاس بالمغرب العربي مشروع الملك فهد كأساس لسلام شامل في الشرق الأوسط. وقد طور المدن، وشيد المصانع، وعمر المساجد، واهتم بالمنتج السعودي وأتت توسعة الحرمين الشريفين وعمارتهما التي تبناها بنفسه، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ثمارها لجميع الأمة الإسلامية. لقد جاء عهد خادم الحرمين الشريفين -يرحمه الله- مواصلاً لمسيرة النماء في إطار الثوابت الإسلامية ومضيفاً جهداً داعماً للإسلام والمسلمين في كل مكان. وبالنسبة لجامعتنا فلو أردنا أن نعدد ما توصلت. إليه «جامعة الملك فهد» من إمكانات علمية وبحثية وتحديث مناهج في عهده الميمون لضاق بنا المقام فقد كان «الفهد» يرحمه الله الداعم لهذه الجامعة والراعي لمسيرتها منذ أول يوم. ولايسعنا في هذا المقام إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان وعزاؤنا أن من خلفه هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يسهر لراحة المواطن وأمن الوطن والداعم لمسيرة العلم والعلماء وفي سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وفقهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم وجعلهم خير خلف لخير سلف. ٭ مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن