في عالم كرة القدم نجد ان هناك تنوعاً في الاداء داخل الملعب فبعض الاندية تلعب بتكتيك بحت يكاد يسبب الملل من حيث الادوار المناطة باللاعبين والتقيد بالمراكز وتقييد تحرك اللاعب في المباراة، فتجد بعض المدربين يلعبون بحذر شديد لا يسمح للاعب باستعراض مهاراته الفردية مما يقيده ويفقده لمعانه وابداعه، وهناك نوع من المدربين يميل في طريقة لعبه الى اظهار المتعة الكروية واستخراج الابداعات الكامنة داخل اللاعب، فيطلب منه الانسجام مع الكرة وتطبيق المهارات بقالب امتاعي، لكنه يهمل الجانب التكتيكي، فيحدث شيء من عدم الجدية او الانانية او ازدواجية المهام فيحصل التذبذب في المستوى فمثلاً منتخب البرازيل في كأس العالم1982م قدم متعة كرة القدم، لكنه خرج من البطولة بسبب الاستعراض المبالغ فيه امام ايطاليا التي كانت تقدم كرة قدم مملة بنظر الكثير من الرياضيين لاعتمادها على التكتيك الدفاعي البحت واللعب على المراكز والكرات المرتدة فحققت كأس العالم. هنا نجد "الاسطورة السعودية" المدرب سامي الجابر الذي اشغل الجميع لاعباً ومدرباً عند استلامه للتدريب للهلال قبل عامين في كأس ولي العهد، كان يميل للعب الامتاعي والتمريرات القصيرة والسريعة، ويعطي سالم الدوسري حرية التحرك في الاطراف "لاعب حر"، فقدم الهلال في تلك البطولة اداء خيالياً ممتعاً استنساخ من اداء غريتس فأذهل جميع المتابعين منتقديه قبل محبيه. ولكن سامي أراد ان يطور من امكانياته التدريبية فذهب الى فرنسا ودرب اوكسير الفرنسي مساعداً لمدة عام تخللها العديد من الدورات واكتساب الاخبرات والاستشارات والتحليل في البطولات الاوروبية مما اكتسبه خبرة لا بأس بها ثم عاد بطموح وهمة لتخرج ينابيع من الخبرة والابداع. فاستلم دفة القيادة لكتيبة "الزعيم" وبعد فترة تم الاعداد وخوض المباريات الودية لاحظنا تغيراً في طريقة لعب الفريق يجمع بين التكتيك والمتعة والسرعة والتحرك من دون كرة فاصبح الفريق سريعاً في نقل الكرات والهجمات المرتدة والتمريرات القصيرة والمهارات الفردية التي تخدم الفريق كمجموعة واللمسات الجميلة التي تطرب المشاهد، ولكن هذا لا يغطي جانباً من الملاحظات التي تكمن في العمق الدفاعي وبعد المسافة بين متوسطي الدفاع وعدم التفاهم بين المحور والدفاع وهذا يعود لعدم الانسجام وتأقلم اللاعبين المحترفين مع الفريق ومع مرور الوقت ستتلاشى هذه الملاحظة وتظهر لمسات المدرب سامي التكتيكية والانضباطية، فساندوه حتى يرسم المجد.