وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مترو الرياض    إن لم تكن معي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«10» عوامل تكتيكية.. حققت للاتحاد البطولة والمستقبل
نشر في عكاظ يوم 31 - 05 - 2013

الأكثر أهمية من البطولة التي حققها الاتحاد «الشاب» بالروح.. وبالدم.. وبالتصميم.. هي أن هؤلاء الأبطال قد أكدوا أن الكرة لا تعترف بالخبرة فقط.. ولا تدين بالقوة والصلابة فقط.. وإنما تستجيب لمن يخدمها.. ويتفانى فيها.. ويخلص للشعار الذي يرتديه اللاعب..
•• فالروح القتالية التي أظهرها شباب الاتحاد في مبارياتهم الأربع الأخيرة أكدت أننا أمام مشروع فريق كبير وغير مسبوق في الكرة السعودية.. لأن تشكيله بدأ بمغامرة.. وتحدٍ.. اعتبره البعض انتحارا وانتهى بانتصار عوامل الصبر والتحمل والإصرار ومواجهة الحملات الإعلامية الصاعقة..
•• هذا المشروع الكروي الكبير الذي رسمه شباب الاتحاد لم يأت من فراغ.. وإنما صدر عن قناعة تامة بقدرات الشباب وإمكاناتهم الفنية اللافتة وتجانسهم الكبير..
أسباب الفوز الكبير
•• وإلى جانب الروح التي تميز بها شباب الفريق الاتحادي في مباراة البطولة.. فإنهم تميزوا بما يأتي:
1) الانضباط الدفاعي العالي بقيادة الكابتن أسامة المولد (أفضل متوسط دفاع في الكرة السعودية في الوقت الراهن دون منازع).
2) التوازن الكبير بين الخطوط الثلاثة دفاعا ووسطا وهجوما.. بحيث تحقق التكامل بين أفراده وذلك ساعد على تنفيذ خطة المدرب بدقة متناهية.
3) المهارة الفنية التي تمتع بها خط الهجوم الأساسي.. أو بعد التغييرات الموفقة التي أجراها المدرب في توقيتات مناسبة للغاية.
4) التركيز الشديد في اللعب أكثر فترات المباراة وعدم التسرع في لعب الكرة.. وأداء الأدوار المطلوبة منهم في معظم الأوقات.
5) قلة الأخطاء ولاسيما في منطقة الدفاع.. وعند المحاور مما قلل من فرص استغلال الشباب للهفوات باستثناء تجلية اللاعب (العسيري) والتي استثمرها ناصر الشمراني وسجل منها الهدف في زاوية بعيدة فيما اعتقد الحارس (فواز القرني) أن الكرة متجهة إلى خارج الملعب.
6) تحرك محوري المؤخرة (كريري) و(أبو سبعان) والقيام بأدوارهما الدفاعية والهجومية بامتياز مما ساعد على إبقاء الهجمات الاتحادية حية وخطيرة معظم الوقت..
7) استثمار معظم الفرص بنجاح.. حتى أن الاتحاد لم يفقد سوى فرصة واحدة سدد معها «الفريدي» الكرة باتجاه الزاوية اليمنى لمرمى «وليد عبدالله» لكنها مرت من عند القائم الأيمن وكادت تعلن عن الهدف الثالث للاتحاد قبل تحققه.. وإن كانت هناك فرصة صغيرة أخرى.
8) إتقان التمريرات البينية المرسومة بعناية بين كل من الفريدي وفهد المولد ومختار فلاتة تم بين الفريدي وفهد ونايف هزازي.. وعلى مقربة منهم «أبو سبعان» الذي تميز كثيرا في هذه المباراة بأدواره الهجومية المساندة بقوة بالإضافة إلى «إمبامي» و«ساندرو» بعد ذلك.. إلى جانب جهود «الدينمو» المحرك وفي كل اتجاه «كريري».
9) دقة التهديف.. وقوته.. واستثمار الفرص المتاحة بإتقان.
10) السرعة في تبادل الكرة في الخطوط الثلاثة ولا سيما في خط الهجوم.. مما مكنهم من اختراق دفاعات الشباب التي بدت «هشة» ولا سيما في منتصف الدفاع..
توازن اتحادي وعدم انضباط شبابي
•• هذه العوامل العشرة حملت «صغار الاتحاد الكبار» إلى القمة.. وحققت البطولة والكأس.. ولم يكن ذلك بالصدفة وإنما كان نتيجة إعداد من الواضح أنه كان جيدا وعكس روحا جديدة اعتمدت سياسة الصبر والتحمل والتصميم على عمل شيء غير مسبوق.. فكيف حدث هذا؟
•• ففي العامل الأول «الانضباط الدفاعي».. فطن خط الظهر الاتحادي إلى خطورة الكرات العالية التي أرسلها لاعبو وسط الشباب المتميز للاستفادة من طول قامة مهاجم الشباب «الوحداوي» مهند عسيري.. ومن ميزته المعروفة في استخدام رأسه بمهارة فائقة..
•• لكن انضباط خط الدفاع الاتحادي.. وتفرغ.. أحمد عسيري لمراقبة مهند في البداية.. ثم «أسامة المولد» في الشوط الثاني قلص خطورته - إلى حد كبير - لأنه كان تحت السيطرة رغم المحاولات الجيدة التي بذلها.. ورغم الارتقاء الخطر الذي مارسه أيضا..
أخطاء مدرب الشباب
•• لكن مدرب الشباب «برودوم» الذي اعتمد هذا الأسلوب لتحقيق نتيجة مبكرة مع الاتحاد.. نسي أن دفاع الاتحاد يختلف عن دفاع الأهلي الذي نجح معه «مهند» الأسبوع الماضي في تحقيق هدفين حاسمين نقلا الشباب إلى المباراة النهائية ورسخت أقدام مهند في التشكيلة يوم أمس على حساب «ناصر الشمراني» الذي هبط بعد بدء الشوط الثاني وحقق هدفي الشباب وأعطى الانطباع بأن تأخر نزوله كان سببا في تبكير الاتحاد في تسجيل هدفين قويين..
وأنا وإن كنت أعرف قدرات «ناصر الشمراني» وخطورته إلا أنني لا أرى أن المدرب أخطأ في إعطاء مهند الفرصة منذ البداية.. لأن مهارات مهند كانت مطلوبة أمام دفاعات الاتحاد القوية.. وإن كان المدرب قد أخطأ في عدم توجيه لاعبي وسطه بتنويع الهجمات بين عالية وطويلة وبين تمريرات بينية أو عرضية مما مكن دفاع الاتحاد من إضعاف خطورته والسيطرة على الكرة قبله لحسن ارتقاء أسامة المولد أيضا..
•• ولولا تعب دفاع الاتحاد في النصف الثاني من الشوط الثاني نتيجة تزايد الضغط عليه وتحمل أكبر عبء في المباراة.. ربما لما استطاع «ناصر» أن يستغل ثغرتين وحيدتين في الدفاع ويحقق هدفين.. وليس في هذا تقليل من قدراته.. لكنه استقراء موضوعي لمجريات المباراة وظروف تحقيق الشباب هدفين في «7» دقائق.. ما لبث الاتحاد أن رد عليهما بهدفين آخرين حسما المباراة.
•• أما العنصر الثاني والمتمثل في توازن خطوط الاتحاد الثلاثة.. فإنه جسد بذلك مستوى تكتيكيا عاليا جمع بين الحذر.. وبين التحرك المحسوب داخل الملعب وتوجيه الجهد وتجنب الإرهاق.
وقد كان من أبرز مظاهر هذا التوازن عدم ترك الاتحاديين مساحات كافية أمام لاعبي وسط الشباب وهجومه.. فضلا عن انقضاض لاعبي الاتحاد على الكرة وعدم إعطاء الفرصة للاعبي الشباب في التحرك بسهولة وتسيير اللعب وفق هواهم..
بطء التحضير الشبابي القاتل
ويؤخذ على وسط الشباب (رغم قوته) أنه كان بطيئا في تحركه.. وفي تغيير مواقعه.. ووضح الإعياء جليا ولا سيما على «أحمد عطيف» و«كماتشو» في كثير من فترات المباراة ولو كان لدى مدرب الشباب «برودوم» رديفين جيدين لهما لما تأخر عن استبدال أحدهما.. في الوقت الذي كان «عمر الغامدي» تائها في الوسط الشبابي وكثير التحرك بدون كرة.. وكأنه لاعب «زايد» وربما كان السبب هو «ركنه» على دكة الاحتياط كثيرا في الفترة الأخيرة لأسباب تعود لتقدير المدرب أولا وأخيرا..
•• وجاء العامل الثالث في صفوف الاتحاد متمثلا في المهارات العالية التي تمتع بها الهجوم.. ومكنته من اختراق خط الظهر الشبابي ومفاجأة الحارس «وليد عبدالله» بكرات غير قابلة للرد أو الصد..
وقد ساهم في إنجاح هذا العامل في خط الهجوم الاتحادي أداء «الفريدي» المتميز كمحور مغذٍ للمهاجمين بكرات ممتازة ودقيقة.. كما ساهم في استثمارها «فهد المولد» بقدراته الخاصة في التلاعب بخطوط الظهر أمامه.. حيث أرهق خط الظهر الشبابي وتغلب عليه.. وساعد زملاءه بمن فيهم «نايف هزازي» في الوصول إلى مرمى «وليد عبدالله» بالهدف الثالث بصورة أكثر تحديدا..
•• حدث هذا بالرغم من أن أطراف الاتحاد كانت أقل عطاء في هذه المباراة نتيجة التزام الظهيرين «منصور شراحيلي» و«محمد قاسم» بأدوارهما الدفاعية وعدم التقدم إلا عند الضرورة القصوى مما اضطر أبو سبعان إلى حمل عبء كبير في الطرف.. ودفع فهد المولد للتراجع في بعض الأحيان للقيام بأدوار دفاعية «مما أدى إلى انكماش الهجمات الاتحادية لبعض الوقت.. وإن اضطره إلى بذل جهد مضاعف وخرافي في الهجوم بل وهيأ فرص النجاح لزملائه المهاجمين وقاد المباراة إلى هذا الفوز الكبير.
•• ولا يقل العامل الرابع والمتمثل في التركيز الشديد سواء في اللعب أو في الانتشار المحسوب «أو في تمرير الكرة أو في بدء الهجمة.. أو في سرعة التراجع للخلف.. أو في الاندفاع المفاجئ أماما.. لا يقل هذا العامل أهمية عن العوامل الأخرى إن لم يكن هو العامل الأهم الذي ساعد في توزيع جهود اللاعبين على وقت المباراة وكأن الاتحاديين نزلوا الملعب وفي ذهنهم افتراض استمرار المباراة لشوطين إضافيين.. كما أنهم بدوا وكأنهم حذرون من التعرض للإصابة.. وكذلك تجنب العنف وما قد يترتب عليه من طرد أحدهم..
•• لكل ذلك كان التكتيك الاتحادي طوال الشوط الأول هو تركيز الجهود على عدم إعطاء مساحات وعلى الانتشار الجيد في الملعب.. وعلى التركيز الشديد في الأداء وفي احترام الخصم وعدم التهاون وكذلك في الدخول على الكرة برجولة.
أخطاء اتحادية محدودة
•• وقد ساهمت الإجادة في أداء المهام السابقة بإتقان.. ساهمت في تقليل حجم الأخطاء.. سواء في خط الدفاع الذي بدا متماسكا وحصل على (9.5) درجة وقلص فعالية هجوم الشباب.. كما أدى تحرك الثلاثي (كريري/ إمبامي/ أبو سبعان) بتناسق كبير وتكامل واضح.. أدى إلى مستوى عالٍ من التنظيم قضى على الارتجال.. وأدى إلى حسن تصريف الكرة وعدم الاحتفاظ بها طويلا واللجوء إلى اللمسة أو اللمستين فقط.. وبالتالي أصبح تحرك لاعبي الشباب في ظل هذا التماسك الاتحادي.. محدودا أو غير ذي جدوى عالية.. وبالذات في ظل رتابة طريقة الشباب وبطء كرتهم.. وفي عدم تنويعهم في اللعب حتى بعد نزول لاعبين اثنين (ناصر / وتيجالي) دفعة واحدة لتغيير أسلوب اللعب من الدعم الكامل للوسط إلى الهجوم الشامل.. بعد أن حقق الاتحاد هدفيه الأولين..
•• أما العامل السادس وهو تحرك المحاور بانضباطية شديدة فأعزو له تحقيق هذه النتيجة بدرجة ثانية بعد الدفاع.. لأن التحرك المحسوب لا يحفاظ على توازن الفريق فحسب ولكنه يمنع تقدم الفريق الآخر مهما كانت خطورة هجومه..
وما فعله كريري وأبو سبعان بدرجة أساسية وإمبامي والفريدي من خلف المهاجمين يؤكد أن الوسط المنضبط يؤدي إلى الفوز المؤكد ويخفف عبئا كبيرا عن الدفاع وذلك ما حدث في هذه المباراة وحصل معه وسط الاتحاد على (9) درجات كاملة لولا بعض الأخطاء التي أعطت مساحات كبيرة أمام وسط الشباب لم يحسن استثمارها.. أو أنه عجز عن أن يهاجم من الخلف ويفك أسر «مهند» في المقدمة..
مهارة عالية وحلول فردية موفقة
•• ويأتي العامل السابع وهو استثمار الاتحاد لمعظم فرصه بإتقان بمثابة الفارق الأساسي بين الفريقين وإن لم تتحقق للشباب أية فرصة شبه مؤكدة نتيجة نجاح الاتحاد في تقليم أظافر هجومه.. وإضعاف تأثير وسطه القوي والحد من فعالية الفريق بشكل عام.. قابل هذا نجاح اتحادي في عدم تضييع الفرص وإن كانت فرصة الفريدي الأخيرة.. وارتطام كرة مرتدة من حارس الشباب إلى «فهد المولد» تعتبران من الفرص الاتحادية التي كادت ترفع رصيده من الأهداف إلى «6» وهي نتيجة كبيرة في مباراة نهائية لحسم البطولة..
•• وهناك عامل ثامن.. بدا حاسما في صنع الفارق بين فريق لعب كرات عالية طائشة وفريق اعتمد كرات أرضية بينية قاتلة..
فقد لعب الفريدي خلف المهاجمين وأدى أدواره بتميز بلغ (7.5) درجة ومكن كلا من (فهد المولد) و(مختار فلاتة) من التسلل إلى المرمى الشبابي أكثر من مرة. فهدف «الفلاتة» الأول كان عبارة عن جملة رائعة من الفريدي / أبو سبعان وانتهى إليه لتسكين الكرة في المرمى في لعبة كبيرة عجز مدافعو الشباب عن «التصدي» لها..
وكذلك حدث بالنسبة لهدف نايف هزازي الثالث الذي استقبل كرة قاتلة وذكية من فهد، وتحقق الهدف الثاني بمجهود كبير ومهارة فردية عالية وبقوة رهيبة قذف معها (فهد المولد) الكرة في مرمى «وليد عبدالله» ورغما عنه ومن فوق رأسه بعد أن تخلص من الظهير الأيسر ومتوسط الدفاع وسددها في المرمى..
أما الهدف الاتحادي الرابع فقد كان هو الآخر بجهد فردي متميز من لاعب الوسط الاتحادي ( ساندرو) الذي تمكن من قطع الكرة من لاعبي وسط الشباب وسددها بقوة في مرمى وليد قبل (3) دقائق من انتهاء المباراة وقضى معها على أي أمل للشباب في العودة أو تأجيل الحسم لأشواط أخرى..
•• لقد حسمها الاتحاد لصالحه لأنه راوح بين الجهد الجماعي المنظم وبين الحلول الفردية القائمة على المهارة العالية عندما حقق لاعبوه أجمل أهداف البطولة بل والموسم..
لماذا انهار الشباب؟
•• والسؤال الذي تجب الإجابة عليه هو: لماذا انهار الشباب فجأة ..بعد أن نازع الاتحاد على الشوط الأول وبدا أكثر تحكما في الكرة وسيطر على نصف الملعب..
•• والجواب هو أن المدرب «برودوم» وضع نتيجة هذه المباراة وعلقها - منذ البداية - على مهند عسيري ورأس مهند عسيري.. أمام دفاع متمكن - كما سبق أن أشرنا - ولم يغير طريقة اللعب.. وخذله لاعبوه حين لم يبادروا بتقاسم الأدوار معه.. وتغيير مواقعهم بين الأطراف ووسط دفاع الاتحاد..
كما أن اللاعبين لم يوفروا حلولا بديلة من الخلف ويتحمل هذه المسؤولية المحوران «أحمد عطيف» و«كماتشو» اللذان لم يوفقا في إدارة المباراة شبابيا بالذكاء المطلوب.. وزاد في هذا الخطأ إقدام المدرب في الشوط الثاني على تغيير خطة اللعب بعد إخراج «مهند» وإدخال «ناصر الشمراني» و«تيجالي» دفعة واحدة على حساب لاعب وسط هو «عمر الغامدي» مما أعطى وسط الاتحاد المتوازن فرصة أفضل للسيطرة على منتصف الملعب بصورة جيدة وسمح لأظهرته بالتقدم وتعزيز الهجمة وخفف من مسؤولية «فهد المولد» الدفاعية وأبقاه في الخطوط الأمامية ومكن كريري وإمبامي.. من السيطرة الوسطية ومكن لاعب الوسط (محمد أبو سعبان) من التقدم ودعم الهجمة بقوة.. وتحريكها بقوة وساعد لاعب الوسط (ساندرو) من التحرك بحرية وتحقيق الهدف الرابع بالرغم من خروج الفريدي الذي استنزف كثيرا.. وكاد يتعرض للطرد..
تغيير شبابي تكتيكي خاطئ
شيء آخر وقع فيه الشباب وأبعده..عن البطولة هو كثرة الأخطاء القاتلة في التحضير البطيء أمام لاعبين يمتلكون السرعة والفعالية والفكر الكروي الحي وبالتالي فإن الهزيمة كانت مسألة طبيعية وإحراز الأهداف بهذا العدد الكبير في مرماهم هو نتيجة تلقائية وحتمية لمجموعة الأخطاء التكتيكية علاوة على الشعور المسبق الذي غرسه الإعلام فيهم بأن الفوز لهم يحكمه الفارق في الخبرة وقد ثبت أن الخبرة وحدها لا تكفي إذا لم يرافقها إحساس بالوقت وحسن تصرف في استغلال الفرص وإتقان التحرك خلفا أو أماما أو على الأطراف.. بصرف النظر عن حالة التفكك والتباعد بين الخطوط ولعب خط الظهر على مستوى واحد.. مما أدى إلى كشف المرمى الشبابي كثيرا..
•• لكن المباراة عموما كانت ممتعة وفي مستوى البطولة.. وأفضل من كل مباريات الموسم الميتة أيضا..
المتفوقون
•• وفي النهاية فإن الأداء العام للفريق الاتحادي كان جيدا جدا مرتفعا وحصل على (9) درجات.. أما بالنسبة للأفراد فإن (أسامة المولد) يتصدر الجميع ب (9.5) درجة يليه (فهد المولد) ب (9) درجات ويأتي (أبو سبعان) في المرتبة الثالثة ب (8.5) درجة وكريري ب(8) درجات وأحمد عسيري في نفس المرتبة أيضا.. ويتلوه (الفريدي) ب (7.5) درجة ويشاركه فيها المهاجم مختار فلاتة .. وحصل الظهير الأيسر محمد قاسم على (7) درجات ولم تقل درجات الآخرين بمن فيهم البديلان (ساندرو) و(نايف هزازي) وحارس المرمى عن (6.5) درجة ولم تقل درجة البقية عن هذا المعدل كثيرا مما رفع مستوى الأداء الاتحادي العام بحكم تقارب مستوى اللاعبين وانسجامهم الكبير وحماسهم الذي غطى على كل قصور.. وجعل الفروق بينهم محدودة للغاية.. مما أعطى الانطباع بأن الكرة السعودية مقبلة على الدخول في تجربة كان الاتحاد رائدا فيها وذلك بإغلاق ملفات هامة وفتح ملفات جديدة وتقديم وجوه لديهم نفس الروح الاتحادية التي ذكرتنا بأيام وروح العصر الاتحادي الذهبي في الثمانينيات والتسعينيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.