حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم السبت، النظام السوري من "تداعيات" في حال عدم احترامه للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن تفكيك ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية. وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه القرار الذي حمل الرقم 2118 والصادر إثر اتفاق أميركي-روسي، وينص على تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية، كما يلحظ إنزال عقوبات بالنظام السوري في حال تراجعه عن تعهداته في موضوع نزع هذه الأسلحة. يذكر أن هذا القرار هو الأول في مجلس الأمن الدولي في شأن النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس 2011. وفي تسوية، وافق مجلس الأمن الدولي على الإشارة في معرض القرار إلى أنه سيلجأ إلى إدراج القرار تحت الفصل السابع، الذي يجيز استخدام القوة، وذلك في حال عدم امتثال دمشق للقرار. ضرورة التوصل إلى حل لإنهاء النزاع وأثنى كيري على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مطولة بين واشنطن وموسكو، معتبرا أنه "خرق مهم"، مضيفاً أن "مجلس الأمن أثبت أنه عندما نضع السياسة جانبا لمصلحة الخير العام، نبقى قادرين على صنع أمور مهمة. وتابع كيري قائلاً: "في حال تم تنفيذ هذا القرار بالكامل، سنكون قد تخلصنا من أحد أكبر برامج الأسلحة الكيمياوية في العالم من إحدى أكثر المناطق هشاشة". إلا أن كيري أوضح أن الأسلحة الكيمياوية السورية ليست المشكلة كلها في سوريا، مؤكدا ضرورة التوصل إلى حل لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 30 شهرا والذي أسفر عن أكثر من 100 ألف قتيل بحسب الأممالمتحدة. واعتبر كيري أن العالم "لا يزال يحمل عبء القيام بما علينا القيام به لإنهاء عمليات القتل الجماعي بوسائل أخرى"، مضيفاً "علينا العمل معا بالتصميم نفسه، التعاون نفسه الذي أوصلنا إلى هنا الليلة، بهدف إنهاء النزاع الذي لا يزال يمزق سوريا حتى يومنا هذا". ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن مجلس الأمن الدولي "يستحق أخيرا اسمه"، وذلك تعليقا على إقرار المجلس قرار تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية. إلا أن فابيوس أوضح أن هذا القرار "لن يخلص لوحده سوريا"، داعيا إلى إعادة إطلاق العملية السياسية من خلال مؤتمر "جنيف 2" المقرر عقده في أواسط نوفمبر. وفي إشارة إلى التهديدات التي أطلقتها واشنطن وباريس بشن ضربات عسكرية على النظام السوري، اعتبر فابيوس أن "الحزم أجدى نفعا". كما دعا مجلس الأمن إلى التعاطي بحذر مع النظام السوري، قائلاً: "لا يمكننا تصديق نظام كان ينفي حتى مؤخرا حيازته مثل هذه الأسلحة"، معتبرا أن "تعاون سوريا يجب أن يكون غير مشروط، يجب أن يعكس شفافية تامة". ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كافة الأطراف الدولية إلى المساهمة في مهمة نزع الأسلحة الكيمياوية السورية. واعتبر بان أن نجاح مهمة المفتشين يعتمد على تنفيذ الحكومة السورية لواجباتها دونما تأخير. وتابع قائلاً: "سنحاول في الأيام القليلة المقبلة تذليل الصعاب أمام مهمة انتزاع تلك الأسلحة وتقديم التوصيات إلى مجلس الأمن في الوقت المناسب".