الوطن كبير.. ومحبته أكبر.. دعني من المناصب والمكاسب وامنحوني وطناً آمناً مستقراً في كافة مناحي الحياة.. هكذا يقولها المتعايش في متاعب الربيع العربي.. الوهم الذي ساق الناس الى معركة نفسية ومعيشية جعلت منه متشردا عاطلا متألما خائفا على بيته وأسرته.. اليوم.. نقول لمن يفكر في جر الوطن لويلات التآسي إننا لا نريد ما تريدون..لا مناصب تراودنا ولا مال نكتسبه من ويلات التفكيك.. إننا نريد وطناً نستقر فيه ولحمة ووحدة نطمئن فيها على أولادنا وعلى بناتنا وعلى أسرنا.. وطن إذا سعيت فيه لا أخاف من ظلمة ليل ولا من شبح ظلام.. ولا وحشة طريق.. نعم.. بالأمس أصغيت الى تلك الوحدة الوطنية من كبار وعقلاء وراشدين في اللفظ والرأي السديد.. من علماء وأكاديميين ومديري جامعات وذوي شأن بلاغي.. لهم تفكير عميق ورؤية مستقبلية.. تذوب اجسادهم خوفا على زيغ عقل.. وكيد حاسد.. هؤلاء قد لا يروقون للبعض؟ لأنهم يريدون الاستقرار وعدم الفتنة والخلل بأمن الوطن.. ليت هؤلاء الثلل الذين جرتهم الحاجة الى ظلم الناس ان يدركوا مآثر الامن على الاوطان والعباد بعيدا عن التحزبات والطموح الوهمي؟ إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي تجمع تلك النخبة من العلماء.. الذين تصدوا بالأدلة والمضامين العلمية لكل فكر يريد هدم بناء صالح نابع من حب الوطن الإيماني إنما تريد توثق التلاحم بعيدا عن تحقيق مآرب الفتن والفرقة.. اليوم.. وطني يحتفي بالوحدة والتوحيد شعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وطن يذكرنا بأغبرة الخيول.. ورحلة الجمال.. ذاك شهيد وآخر طريح فراش.. إنه وطن اذا ما اراد ان يستقر لا بد من تلاحم ابنائه على الحلو والمر.. كم من لسعات الوقت صبرنا فيها وكم من الايام تناغم فيها الآباء بتمرة وماء.. نعم طموحنا كبير وآمالنا اكبر.. لأننا نثق ان الوقت سيأتي بخير مما نحن فيه..لان هناك قلوبا تفكر وعقولا تخطط.. فلا نفقد أمل ولا نستسلم للممل.. الوحدة الوطنية عنوان ملتقى جاء في وقته احتضنته الجامعة واحتضنت فيه العلماء والوزراء والأكاديميين والطلبة من عسكريي الداخلية والدفاع.. مشهد تلاحمي يشدنا الى ما نحن عليه.. تحدث فيه مدير الجامعة الدكتور سليمان أباالخيل بوضوح عن إيمان الوطن بالوحدة والتلاحم وحذر من كل فكر ويد تعبث او تفكر في زعزعة الامن والاستقرار.. وكأني به يقول عندما تريدون ان تجتمعوا لحب الوطن هذه جامعتكم مفتوحة مسرورة وشامخة بكم وقت ما تريدون.. لنهذب الأجيال على حب الوطن قبل ان يتقمصه أعداؤنا.. هكذا نكون حينما نثبت لعالم متلاطم وحدتنا.. لا نشمّت الأعداء فينا.. وما أسرع الهدم مقابل البناء.. يومنا الوطني .. عشت فيه آمنا مطمئنا تعلو فيه كلمة التوحيد وتخدم فيه دين محمد.. هذا حرم الله ومدينة المصطفى صلوات الله عليه تكبر خدمتهما وتعلو بهما رايتنا.. ووحدتنا.. نعم منذ التأسيس وحرم الله يجد من عبدالعزيز ومن تبعه من الأبناء رعاية جليلة بأفنيته ومرافقه وبالوافدين إليه من حجاج بيت الله ومعتمريه الى عهدنا الحالي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد سلمان الخير وهو يشهد أضخم توسعة في التاريخ وساعة مكة تعلو منابر الحرم.. انه التاريخ حينما يتحدث عن انجاز الوطن.. نحن اليوم أحوج من الأمس.. فكم من الأبناء بحاجة الى وحدة وطنية كي لا يخترق الوطن أيادي تعبث وأيادي تلطخ.. لتبث السموم وتربك الجمع.. افيقوا ايها العقلاء؟