في وطن تقوم قاعدته الصلبة على التلاحم بين المواطنين وحكامه مثل المملكة العربية السعودية فإن أي عمل فيه مساس بهذا المبدأ يعني إتاحة الفرصة لجهات أجنبية لزرع الفرقة وتوتير الأمن والتلاحم الخلاق ما بين المواطنين بكافة أطيافهم ومذاهبهم المتنوعة وفئاتهم الاجتماعية وهذا ما حدث من قبل قلة من المجرمين من شباب العوامية أرادوا أن يخدشوا صفحة الأمن والتآخي من خلال إثارتهم الفتنة واستعمال السلاح وقنابل المولوتوف لأغراض في نفوسهم في حركة تم استنكارها من مختلف أطياف وفئات المجتمع السعودي بتنوعاته المختلفة. لا أحد عاقلا ويملك حسا وطنيا يقبل أن تتحول المملكة إلى مسرح للعبث بأمنها الوطني وتهديده وسلمها الاهلي وهذا ما تبدي حين استنكر وشجب ورفض عمل هذه الفئة الشاذة من قبل علماء ووجهاء العوامية والقطيف والمنطقة الشرقية وكافة مناطق المملكة وهو ما ظهر واضحا في مبادرة الجميع واستنكارهم ودعوة السلطات الأمنية إلى محاسبة كل من شارك في هذه الجريمة وتعدى على رجال الأمن وعلى المواطنين المسالمين. إن تطويق جريمة فئة مجرمة عبر إجماع وطني برفض المساس بالأمن والإخلال بالمصالح العامة ورفض أجواء التوتر التي قصد هؤلاء إحداثها لهو أكبر دليل على العقول النيرة التي يحتويها هذا الوطن ويعتز بها الأهالي في المنطقة فلا يمكن أن نقبل أن يمس الوطن وجنوده ولا نقبل أن يتلاعب أي خارجي بسلمنا الوطني من خلال استغلال فئة مجرمة يتبرأ من فعلها الجميع وأولهم أهاليهم الذين رفضوا الفعل الشائن الذي تم. في وطن مثل المملكة خيره على جميع أبنائه من الضرورة أن نصون أمننا ووحدتنا وأن ننأى بها عن أي ولاءات أو مزايدات وأن ننغمس في النهل من معين عدالة حكمنا الرشيد وأن نغالي في رفع اسمه عاليا أمام الدول والمجتمعات، ويكفي أن نلقي نظرة خاطفة على عالمنا العربي والدول المحيطة بنا وأن نتأمل الصورة جيدا لنرى الفرق ونحمد الله على هذه النعمة التي نعيش فيها وأن نستخلص الدروس من الآخرين والويلات التي تجرها الرهانات والمزايدات على الأوطان. أمر طبيعي أن يلقى هذا الفعل الإجرامي كل هذا الشجب من أطياف المجتمع وأن يدعوا جميعهم السلطات لمحاسبة من قاموا به وهو شيء ليس بغريب في وطن عزيز يرفض الجميع أي إخلال بأمنه والإضرار بوحدته الوطنية وهذا ما عهدناه من الشعب السعودي وهو يتصدى لأي محاولة للنيل من أمنه واستقراره.