الرياض، جدة، الدمام. علي بلال ومحمد التركي وعبده الأسمري وطلال المالكي أكد شعب المملكة، أمس، كما هي عادته عمق العلاقة الوثيقة المتبادلة التي تربطه بأرضه وقيادته، وجاء الموقف التاريخي لشعب المملكة أمام عبث ما سمي ب «ثورة حنين» وخلافها من «الهرطقات» على الإنترنت ومن يقف خلفهم من بعض المارقين الذين كشفت سوءاتهم وخيانتهم لبلدهم والقابعين خارج المملكة ليؤكد الشعب تجديد ولائه لقيادته وتراب أرضه بعد أن وجهوا صفعة قوية لمن كانوا يتوهمون محاولة شق الصف وخلخلة اللحمة الوطنية التي عرفت بها المملكة منذ توحيدها على يد الملك المؤسس «يرحمه الله» حتى اليوم، حيث أكدت مصادر أمنية مسؤولة بوزارة الداخلية ل «شمس» عدم تسجيل أي حالات تظاهر. وكانت «شمس» قد وقفت، أمس، على العديد من المواقع في الرياضوجدةوالدمام ورصدت يوما هادئا اعتاد عليه المواطنون كل جمعة بأداء صلاة الجمعة واستكمال تواصلهم الاجتماعي والتنزه والتسوق، ولم تظهر أي تجمعات أو تظاهرات كما كان يتوهم المرجفون. وأكد دعاة ومسؤولون على أن وعي المواطن السعودي والتلاحم الكبير فيما بينه وبين القيادة أسهما في إفشال الدعوات المغرضة التي أطلقها أصحاب فكر منحرف دعوا للتظاهر، أمس، في الرياض وبعض المناطق الأخرى. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط أن الشيطان يزين وساوسه ويحسنها بالوعود والأماني الكاذبة التي اتخذت لها صورا منها أجهزة الإعلام الحديثة وشبكات المعلومات العالمية التي صار لها ساحة كبيرة وميدان لنشر دعوات والترويج لاتجاهات والحث على المسيرات والتظاهرات والاعتصامات، موضحا أنه «يستيقن كل عاقل مخلص لله ناصح لعباده محب لهم عظيم الشفقة عليهم مريد الخير بهم، أنها باب شر عاجل وبعث فتنة نائمة وسبيل فرقة مائجة وطريق فوضى عارمة وتعطيل مصالح الأمة وعبث بأمن راسخ لا غنى عنه». وأكد أن كل من أوتي الحكمة ونظر في العواقب لن يكون إلا مجانبا لهذا المنكر، رافضا هذا الفكر، معرضا عنه. وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن البلدان والأوطان تتفاوت شرفا ومكانة وعلوا وحرمة ومجدا وتاريخا وتأتي بلاد الحرمين في المكان الأعلى والموطن الأسمى، وأفاد أنه ببركة كتاب الله وسنة رسوله وبتطبيق الشريعة أضحت المملكة مضرب مثل في أمنها ووحدة صفها، محذرا من مفارقة الجماعة واتباع أصحاب الفكر المقبوح الحاقدين على الإسلام وأهله ممن سعوا إلى إشاعة الفوضى والنيل من كرامة بلادنا وأمنها وسيادتها ووحدتها عبر الدعوة إلى إقامة ثورات ومظاهرات ومسيرات خدمة لأعداء الإسلام وأهدافهم الخبيثة، مؤكدا أن شعب المملكة يعي أهداف تلك الدعوات المغرضة والأفكار المدحورة. وأكد رئيس محكمة الخبر الشيخ صالح اليوسف أن السعوديين ردوا، أمس، على دعاة الشر والفتنة بعدم الانصياع لهم وتمسكهم باللحمة الوطنية وكل ما يعزز الانتماء لهذا الوطن، وأضاف: «من دعوا لتلك التظاهرات لا يريدون إصلاحا إنما يريدون الوصول إلى مبتغاهم هم حتى لو كان ذلك على حساب الشعب السعودي وأمنه واستقراره». ووصف أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالله الفوزان أن فشل الدعوات إلى تظاهرات في المملكة يدل على مستوى الوعي لدى أبناء المجتمع الذين يرفضون أن يكونوا أداة سهلة لمن يريدون المساس بأمن الوطن. وأضاف أن هناك دورا يشارك فيه الجميع من علماء ومثقفين ومفكرين ومواطنين لوأد أي فتنة تبناها مندسون ممن يريدون إثارة الفتن. وعلق عضو مجمع فقهاء الشريعة الدكتور محمد النجيمي أن ثلاثة أسباب أفشلت مخطط التظاهرات، أولها ترابط المواطنين والقيادة، وثانيها المرجعية الشرعية للبلاد، وثالثها أن الداعين إلى التظاهر لديهم أجندة طائفية وتخريبية وفشلوا في ذلك لأنهم على ضلال. وأكد عضو مجلس الشورى اللواء محمد أبوساق أن كل الدعوات المغرضة سيكون مصيرها الفشل؛ لأن مشاعر الحب والتلاحم بين القيادة والمجتمع أكبر من كل شيء «لا أستغرب أن تفشل هذه الادعاءات؛ لأن لدينا مجتمعا واعيا ومدركا، ونحن نعيش في أمن واستقرار وسلام ونمر بمرحلة من الإصلاح والتنمية يقودها خادم الحرمين». وأضاف أن السعوديين هم الأكثر نضجا ويرفضون الدعوات التي تغذيها جهات خارجية تسعى لإشاعة الفوضى والعبث بأمن واستقرار البلاد. وقال عضو الشورى الدكتور خليل البراهيم إن ما حدث، أمس، هو تأكيد لموقف الشارع السعودي، وهو دلالة على ما يتمتع به المجتمع من وعي بالأخطار المحدقة وما يمكن أن تنتجه مثل هذه الأعمال. وأشار إلى أن «خادم الحرمين أشار إلى كل المطالب التي تتعلق بالإصلاح الإداري والخدمات وغيرها من القضايا التي نحتاج إليها، وما حدث أخيرا من تجييش عبر الإنترنت كانت وراءه جهات خارجية، لكن شبابنا كانوا على مستوى الوعي والمسؤولية وأفشلوا تلك الدعاوى والخزعبلات». واعتبر إمام وخطيب جامع الجربوع بالرياض الشيخ فهد السبيعي أن الانجراف خلف تلك الادعاءات لا يجر إلا الويلات «يجب على المسلم أن يحكم عقله؛ لأن الفتنة إذا أقبلت لا يعرفها إلا أهل العلم والرأي والحكمة، وإذا أدبرت عرفها الجميع». وجزم رئيس التكافل الأسري في إمارة الشرقية الشيخ غازي الشمري أنه لن يتظاهر أي شباب سعودي لديه حب وانتماء لهذا البلد، وبرر ذلك بأن الجميع قادرون على إيصال رسائلهم وأصواتهم عبر الطرق والقنوات الصحيحة. واعتبر مدير تعليم المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديريس أن الأصوات النشاز لن تصل إلى مبتغاها أبدا، مضيفا أن «شبابنا واعون لا يستمعون لهذه الدعوات، ولن يتأثروا بالمغرضين ولن يسمعوا لهم» .