ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا في مملكتنا الغالية الا وهي ذكرى التأسيس الذي امتد الآن إلى 83 عاماً مضت لقد اخترت لكم هذه الكلمات عن ذكرى التأسيس احتفاء بهذا اليوم وحري بكل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، - رحمه الله- وانعكاساتها على المجتمع السعودي اقتصاداً وأفراداً. لقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكل منها عصب الاقتصاد السعودي، إذ أثبتت تجارب الأمم أن الأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي. لقد قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله-، ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كيانات قبلية متناحرة ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم. لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز، وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد، فأصبح لنا كيان كبير، ورسخوا نظام حكم شرعي احتل العدل قائمة أولوياته. وهذا باب واسع لا يمكن أن تستوعبه هذه المساحة. ثم جاء الآباء، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. وهذا أيضاً باب واسع لا نستطيع تفصيله هنا. إلا أن الآباء باختصار أدوا دورهم كاملاً، وفي سبيل تحقيق ما تحقق بذلوا كل ما يمكن أن يبذله البشر من طاقة وجهد ونكران ذات، بما يمكن وصفه بالمعجزة. * رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة المجال العربي القابضة