كل عام والوطن بألف خيرفي ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، هذه تهنئة خالصة أزفها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ، وإلى أبناء الشعب السعودي العظيم ولأهل مكة الكرام نعلم جميعا أن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، قاد ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كيانات قبلية متناحرة. ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم أياً كان المذهب الفقهي الذي ينتمي إليه أو يتبعه. لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز، وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد ، ثم جاء الآباء، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. إن هذا اليوم يمثل بالنسبة للشعب السعودي وقفة تأمل واستذكار لمسيرة الإنجازات التي تحققت في عهود الملوك السابقين لتبلغ ذروتها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قفز بالمملكة لآفاق جديدة وتبوأت مكانة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة ومنذ عام 2005م شهدت المملكة في هذه السنوات القلائل قفزات حضارية وتنموية تتجاوز الحصر والتعداد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها أما المرأة السعودية في هذا العهد الزاهر نالت نصيب الأسد ويعتبر عصرنا الحالي عصر المرأة الذهبي إذ تمكنت من دخول جميع المجالات في حدود الشريعة الإسلامية السمحاء ، والإنجازات كثيرة ومتعددة لا نستطيع حصرها ، ولكوني امرأة أفتخر بديني وأعتز بتعاليمه فإنني أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين بأسمى آيات الشكر والتقدير لمنح المرأة عزها ومجدها وتمكينها من تحقيق طموحاتها وآمالها فقد أوقد لها شموخ العز ، ومهد لها دروب الخير تسير فيه بكل فخر وراية لتكون مشاركة في بناء الوطن ومسيرته فهي نصف المجتمع... بل هي كل المجتمع لأنها تنجب النصف الآخر ، فهنيئا لنا بنات الوطن هذا الملك وهنيئا لنا هذا الوطن ، فسيروا دائما إلى الأمام ، ودعوات من القلب أن يديم علينا سبحانه وتعالى نعمه الظاهرة والباطنة ، وكل عام والوطن بألف خير.