الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين عليه وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأزكى تسليم وبعد فإنه يحل علينا هذا العام يومنا الوطني العزيز على قلوبنا جميعاً موافقا ليوم مبارك لدينا هو يوم الجمعة الموافق 25 / 10 /1432 ه فأصبحت الفرحة فرحتان فنحن نفرح بيوم الجمعة كونه يوم مبارك للمسلمين جميعا وكذلك سعادتنا لاتوصف بتذكرنا ليومنا الوطني العزيزعلى عموم المجتمع السعودي . هذا اليوم الذي هو ذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم ( المملكة العربية السعودية )على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمة الله . في ذكرى اليوم الوطني لوطننا الحبيب المملكة العربية السعودية، هذة تهنئة صادقة إلى أبناء الشعب السعودي بهذه المناسبة السعيدة . بدايةً أتمنى من جميع السعوديين ذكورا وإناثا أن نجعل من هذه الذكرى مناسبة نقف فيها جميعا أمام أنفسنا لنسألها بصدق وتجرد؛ ما الذي فعلناه بالأمس؟ وما الذي نفعله اليوم وما الذي ينبغي علينا أن نفعله غداً لهذا الوطن الذي ما بخل علينا بشيء مما يرفعنا ويعزنا بين العالمين. لقد قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كيانات قبلية متناحرة. ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم ، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم أياً كانت المنطقة أو المدينة أو القرية التي ينتمي إليها. لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز، وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد، فأصبح لنا كيان كبير يضم مساحة 80% من جزيرة العرب بأكملها، ورسخوا نظام حكم شرعي احتل العدل قائمة أولوياته. وهذا باب واسع لا يمكن أن تستوعبه هذه المساحة. ثم جاء الآباء، آباؤنا، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. وهذا أيضاً باب واسع لا نستطيع تفصيله هنا. إلا أن الآباء باختصار أدوا دورهم كاملاً، وفي سبيل تحقيق ما تحقق بذلوا كل ما يمكن أن يبذله البشر من طاقة وجهد ونكران ذات، بما يمكن وصفه بالمعجزة. نٍسال الله تعالى له الرحمة والغفران . وأن يجعلنا نسير على المنهج الذي رسموه لنا . في سبيل رفعة هذا البلد الأمين مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين جميعا .