كشفت مصادر إعلامية باكستانية نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى بأن الملا عبد الغني برادر سيقيم في باكستان بعد ما أطلقت السلطات الباكستانية سراحه. ويعتبر الملا برادر أحد أهم أعضاء حركة طالبان الأفغانية والرجل الثاني في حركة طالبان الأفغانية سابقاً بعد قائدها الملا عمر، كما شغل منصب قائد الجيش الطالباني في عهد حكومة طالبان الأفغانية التي أبعدتها القوات الأمريكية عن الحكم في عام 2001م عند غزوها لأفغانستان ما بعد أحداث 11 سبتمبر. وقد اتخذت الحكومة الباكستانية قرار الإفراج عن الملا برادر دون تسليمه إلى السلطات الأفغانية ليساهم في جهود المصالحة الأفغانية تاركة له حرية تقرير مصيره ما إذا كان يرغب في المكوث في باكستان أو الرحيل إلى أفغانستان. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قد أوضح مؤخراً بأن سبب عدم تسليمه إلى السلطات الأفغانية يعود إلى أن حكومته ترغب في كسب تأييد حركة طالبان الأفغانية، وهذه هي أنسب خطوة يمكن اتخاذها بهذا الشأن. هذا ويرى المحللون الاستراتيجيون في باكستان بأن عملية الإفراج عن الملا برادر تعتبر خطوة باكستانية جادة في اتجاه المصالحة الأفغانية التي ستضمن الأمن والاستقرار في أفغانستان لاحقاً، أي ما بعد الرحيل الغربي، ويمكن لمثل هذه القيادات أن تؤدي دور الوسيط بين قادة حركة طالبان المختبئين في أفغانستان وبين الجهات الراغبة في التفاوض معهم من أجل إقناعهم على الخروج من أوكارهم الجبلية والجلوس على مقاعد البرلمان الأفغاني ليمثلوا حكومة مشكلة مع نظرائهم أعضاء الحكومة الأفغانية المنتخبة ليتسنى للمجتمع الدولي التفاوض معهم مباشرة. يذكر أن السلطات الباكستانية قد أفرجت عن 33 قيادياً من حركة طالبان الأفغانية حتى الآن ومعظمهم شارك في المباحثات السياسية التي عقدت بين حركة طالبان والأطراف المفاوضة في كل من دولة قطر وأفغانستان.