قال خبراء مصرفيون إن حجم المصرفية الإسلامية في العالم بلغ 1.5 ترليون دولار، متوقعين أن يصل بحلول عام 2015 ما يقارب 2.1 ترليون بنسبة نمو 30 في المئة. وكشف مدير مركز التميز للدراسات المصرفية والتمويل الإسلامي بمعهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور صلاح الشلهوب عن توجه الجامعة لاستحداث برنامج للماجستير التنفيذي في المصرفية الإسلامية لتوفير الكوادر المدربة والمؤهلة لسوق العمل بالمملكة. وبيَّن أن هناك توسعاً كبيراً للمصرفية الإسلامية في المملكة حيث زادت أعداد البنوك الإسلامية خلال العشر السنوات الأخيرة وكذلك شركات التأمين التعاوني وسوق الصكوك، وأيضاً هناك توجه لإطلاق سوق للسلع، وانتشرت المنتجات الإسلامية في القطاع المصرفي بشكل كبير وملحوظ، مبيناً أن نسبة نمو المصرفية الإسلامية لدينا في المملكة تقدر بنحو 30% سنوياً. وأضاف الشلهوب أن المصرفية الإسلامية المطبقة لدينا في المملكة بسلبياتها وإيجابياتها من حيث التطبيق تعتبر مرحلة مهمة للتأسيس لقاعدة صلبة لهذه المصرفية، فالهيئات الشرعية الموجودة الآن في البنوك مهمة ولكنها آلية لا تحقق التنمية المستدامة للمصرفية الإسلامية بل يجب أن يكون هناك تشريع وأنظمة واضحة مستمدة من شريعتنا الإسلامية ومطبقة بطريقة تكفل سلامة الإجراءات المحاسبية وفق المبادئ المتعارف عليها محاسبياً داخل البنوك. من جهته قال عميد معهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله قربان أن المصرفية الإسلامية تنتشر بكثرة في السعودية وماليزيا ودول الخليج وبريطانيا، وتعتبر هذه البلدان من البلدان الأكثر تطبيقا لمفهوم المصرفية الإسلامية، فماليزيا تعتبر من الدول السباقة والرائدة في تطبيقها خصوصاً في الجانب التشريعي وأيضاً فيما يتعلق في الأنظمة، وكذلك بريطانيا تعتبر من الدول التي أضافت للمصرفية الإسلامية إضافة نوعية بخبرتها الكبيرة في المجال المصرفي التقليدي، أما لدينا في المملكة فالجانب الشرعي يعتبر الأقوى على مستوى دول العالم، مشيراً إلى أن العلاقة بين هذه الدول تعتبر علاقة تكاملية. وأضاف قربان أن القيادة الكاملة للمصرفية الإسلامية لا بد أن تكون في المملكة وهي ماضية في هذا الاتجاه وبقوة خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن السيولة النقدية في جميع الدول التي تطبق المصرفية الإسلامية هو رأسمال سعودي في الغالب، مطالباً أن يكون هناك تحرك من مؤسسة النقد لإصدار تشريعات وأنظمة تساعد على تنظيم المصرفية الإسلامية لدينا. وعن حجم المصرفية الإسلامية على مستوى العالم أكد أن ما نستطيع إحصاءه نظرياً يقدر بحوالي 1.5 ترليون دولار تقريباً ولو نظرنا إلى قبل عامين تقريباً لم يكن يتجاوز هذا الرقم الترليون دولار، متوقعاً في الوقت نفسه أن يصل هذا الرقم إلى 2.1 ترليون دولار بحلول العام 2015م. من جهة أخرى أكد أستاذ كرسي خادم الحرمين الشرفين لدراسات الفقة الإسلامي البرفسور فرانك فوغل وأستاذ الحقوق بجامعة هارفارد الأمريكية أن المملكة ينقصها التشريع من قبل الجهات القائمة والمشرفة على القطاع المصرفي وكذلك التطوير المستمر. وأضاف فوغل أن المصرفية الإسلامية تحتاج إلى الكوادر البشرية المدربة والماهرة لترتقي بالمصرفية وهذا سيتوفر إذا وجدت البرامج الأكاديمية المناسبة، كما أن المصرفية الإسلامية يجب أن تتقدم أكثر نحو الشفافية المطلقة في المعاملات والعقود. وأكد فوغل أن المصرفية الإسلامية تعتبر من القطاعات التي تشهد نمواً مستمراً في أمريكا وبريطانيا وأن العقبة الوحيدة التي تواجه البنوك الإسلامية خصوصاً في أمريكا هو الأنظمة القائمة في أمريكا والرقابة المفروضة على البنوك هناك والتي يجب أن تتكيف معها المصرفية الإسلامية إذا أرادت أن تقتطع جزاءً من القطاع المصرفي في أمريكا وهذا يأتي بالبحث وبابتكار منتجات بنكية تتماشى مع ما يطلبه المراقبون في أمريكا وكذلك يتماشى مع الشريعة الإسلامية. الدكتور صلاح الشلهوب يتحدث ل»الرياض»