قدر تقرير اقتصادي متخصص إيرادات المملكة النفطية أكبر مصدر للنفط في العالم ب312 مليار دولار خلال العام 2012، أي أقل قليلا من مستوى الذروة من حيث القيمة الحقيقية الذي سجلته في 2008، مضيفا أن القلق الحالي في الأسواق يأتي بسبب العوامل الجيوسياسية حول إمدادات النفط الخام في السوق التي مازالت العامل الرئيسي في دعم الأسعار من الهبوط دون مئة دولار للبرميل بالرغم من كفاية الإمدادات في السوق. وأوضح التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي الكويتي للدراسات الاستراتيجية أن اضطرابات الشرق الأوسط أدت إلى تقلص المعروض النفطي بتلك المنطقة وهو ما يعيد تسليط الأضواء على الأوضاع السياسية في المنطقة كمصدر قلق إزاء إمدادات الطاقة. وأفاد بأن التعطيلات النفطية في العراق وجنوب السودان وليبيا وإيران دفعت أسعار النفط لتبقى أعلى من 100 دولار للبرميل خلال العام الحالي، مبينا أن تلك العوامل طغت جزئيا على أثر زيادة إمدادات النفط الصخري في الولاياتالمتحدة والمخاوف المتعلقة بقوة الطلب الصيني، وأن التعطيلات النفطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتزامن مع هبوط إنتاج بحر الشمال بسبب أعمال صيانة صيفية أكبر من المتوقع. وتوقع التقرير أن تتقلص حصة أوبك في سوق النفط العالمية في 2014 حيث سيحول ارتفاع إمدادات النفط الصخري الأمريكي دون استفادة المنظمة من أسرع معدل لنمو الطلب العالمي في أربع سنوات، موضحا أن تكنولوجيا استخلاص النفط والغاز من الصخور ستقلص الاعتماد على أوبك. وقال أن ارتفاع الإنتاج سيزيد من صعوبة حفاظ أوبك على إنتاجها عند مستويات مرتفعة دون المخاطرة بهبوط الأسعار عن مستوى مئة دولار الذي تفضله، متوقعا ارتفاع الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك التي تمثل ثلثي الإنتاج بواقع 1.14 مليون برميل متجاوزة نمو الطلب بفضل نمو الانتاج في الولاياتالمتحدة. وبيّن أن منظمة أوبك تتوقع أن يرتفع إنتاج الولاياتالمتحدة بواقع 560 ألف برميل يوميا خلال عام 2014 وهي أكبر زيادة بين الدول خارج أوبك ليصل إجمالي الإنتاج الأمريكي إلى 11.33 مليون برميل يوميا. وحول صافي إيرادات الصادرات النفطية لمنتجي النفط الأعضاء في منظمة أوبك ذكر التقرير أنها بلغت نحو 982 مليار دولار خلال عام 2012 وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة، مبينا أنها أعلى إيرادات سجلت منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة في إصدار بياناتها عام 1975. وقال أن دول الخليج شهدت طلبا قويا على أنواع النفط الخام التي تنتجها بفضل غياب النفط الإيراني المماثل لها من الأسواق العالمية، مبينا أن الدول الأعضاء الأخرى في (أوبك) مثل نيجيريا وأنغولا اللتين تنتجان النفط الخفيف والحلو شهدت تراجعا في صادراتها إلى الولاياتالمتحدة، كما تراجعت إيرادات الصادرات النفطية لكل من نيجيريا وأنغولا عام 2012 من حيث القيمة الحقيقية.