توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على النفط 8 بالمائة في الفترة بين 2012 و2018 إلى 96,7 مليون برميل يوميًا بناء ًعلى توقعات متفائلة لصندوق النقد الدولي بنمو اقتصادي عالمي بين 3 و4,5 بالمائة سنويًا خلال تلك الفترة. وجاءت توقعات الوكالة في تقريرها نصف السنوي الذي يحلل الاتجاهات العالمية للعرض والطلب في المدى المتوسط. وأكدت الوكالة أن هذا الطلب الإضافي سيلبي بشكل رئيسي من خلال الإنتاج النفطي خارج منظمة أوبك حيث سيرتفع هذا الإنتاج أكثر من 10 بالمائة بين 2012 و2018 إلى 59,31 مليون برميل يوميًا. وزادت الوكالة توقعاتها لإمدادات النفط من خارج أوبك بمقدار مليون برميل يوميًا عن تقريرها السابق في أكتوبر 2012. خفضت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2017 إلى 29,99 مليون برميل يوميًا بانخفاض قدره 1,22 مليون برميل يوميًا عن تقريرها السابقوهذا سيبقي إنتاج أوبك -التي ينظر إليها كملاذ أخير لتلبية الطلب العالمي المتزايد- متذبذبًا حول مستوياته الحالية عند 30 مليون برميل يوميًا على مدى السنوات الخمس القادمة. وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2017 إلى 29,99 مليون برميل يوميًا بانخفاض قدره 1,22 مليون برميل يوميًا عن تقريرها السابق. وقالت الوكالة إن النفط الصخري الأميركي سيساعد على تلبية معظم الطلب العالمي الجديد على النفط في السنوات الخمس المقبلة حتى لو زادت قوة الاقتصاد العالمي مما سيبقي الطلب على نفط أوبك دون تغيير عن مستوياته الحالية. وقالت الوكالة «بعد نمو أقوى من المتوقع لمعروض أمريكا الشمالية على مدى سنوات تمتد آثار نمو الإنتاج الأمريكي للغاز والنفط الصخريين والرمال النفطية الكندية إلى كل أرجاء سوق النفط العالمية». وقالت إن طفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة وما يصاحبها من ثورة تكنولوجية قد تساعد روسيا والصين في تعزيز إنتاجهما من الاحتياطيات غير التقليدية بينما من المحتمل أن تبطئ المشروعات في شمال أفريقيا مع انسحاب الشركات النفطية لدواع أمنية. وتابعت الوكالة «تواجه عدة دول أعضاء في أوبك عقبات جديدة وبصفة خاصة في شمال أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى. تؤثر تداعيات الربيع العربي على الاستثمار ونمو الطاقة الإنتاجية». وأضافت «التعديلات بالخفض في دول أوبك قابلها جزئيًا نمو في الطاقة الإنتاجية للسعودية أكبر مما كان متوقعًا من قبل، يعكس مشروعات التطوير الجديدة التي أعلن عنها». غير أن الوكالة تتوقع انخفاض الطاقة الإنتاجية للنفط في إيران بنحو مليون برميل يوميًا إلى 2,38 مليون برميل يوميًا بحلول 2018 وهو أدنى مستوى خلال عقود عديدة بسبب العقوبات الغربية. ومن جهة أخرى جاءت توقعات سكرتارية الأوبك لشهر مايو 2013 ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميًا من 88.9 مليون برميل يوميًا في عام 2012 إلى 89.7 مليون برميل يوميًا في عام 2013، يقابله ارتفاع الإمدادات من خارج الأوبك بمقدار 1 مليون برميل يوميًا من 53 مليون برميل يوميًا في عام 2012 إلى 54 مليون برميل يوميًا في عام 2013، ولكن تقديرات إنتاج الأوبك لشهر أبريل 2013 عند 30.3 مليون برميل، قد تشير إلى حاجة السوق إلى خفض بهذا المقدار لدعم السوق والأسعار، ولكن محافظة حراك أسعار نفط خام الإشارة عند مستويات تفوق المائة دولار للبرميل تجعل من الصعب الدعوة إلى خفض الإنتاج خلال الاجتماع القادم للأوبك ولكن لا ينفي إمكانية الدعوة إلى تأكيد التزام البلدان المنتجة للنفط بإنتاج عند مستويات تقل عن المستويات الحالية وضبطها بطريقة غير مباشرة لدعم السوق والأسعار.