تبقى ذاكرة العرب الثقافية علامة بارزة على الساحة الثقافية الحالية، وتبقى تلك الذاكرة الجميلة تمثل روعة الثقافة وتقارب الفكر. في سوق عكاظ نجد تجسيد تلك الذكرى عندما كان العرب يرتادون ذلك السوق ليبرزوا فيه كل ممارساتهم الثقافية من شعر وقصص ونثر وموروث شعبي يحمل معاني التآلف والتقارب. من الجميل أن نرى على مساحات ذلك السوق صوراً متعددة، تجسد الاجتماع الحميم لقبائل العربية، فكونه مكاناً لاجتماعاتهم الشعرية، فهو أيضاً يمثل تجمعا اجتماعيا كبيرا ومنبراً إعلامياً إضافةً إلى أنه يعتبر مضماراً لسباقات الفروسية، وسوقا تجارياً هاماً لقوافل التجار القادمين من بلاد الشام وبلاد فارس والروم واليمن، إضافةً إلى ذلك فإن ذلك السوق يمثل منتدى تقام على أرضه الندوات والاجتماعات والمساجلات الشعرية التي من خلالها يتم إطلاق الألقاب على الشعراء والفرسان كما أنه بمثابة منبر للخطابة. وعلى أننا نسعد بهذه التظاهرة الثقافية الرائعة،الا اننا لا بد أن نكون قريبين من الحدث اليومي الشيق خصوصاً الأدبي كالأمسيات الشعرية والنقدية والمساجلات المختلفة التي يحييها العديد من الشعراء في ذلك السوق، ومن هنا فإن ملازمة الحدث أبلغ من النقل والتوارد، وبالرغم من ذلك أجد أننا نعيش تلك الفعاليات من خلال النقل عبر قنوات التلفاز التي أوصلت لنا عدداً من الفعاليات وخصوصاً القناة الثقافية التي أثبتت وبكل جدارة إبداعها في تغطية الحدث الثقافي الهام من جادة عكاظ أعود هنا إلى مسألة هامة سبق وأن تطرقت لها في موضوع سابق الا وهو توجيه الدعوات التي نفتقدها أيضاً هذا العام وأعتقد أننا في محيط أدب عربي وشعبي يقترن به سوق عكاظ الجميل الذي يعكس صورة الماضي العربي الجميل بكل ما فيه من فعاليات ويدرك الكل بأن على مساحات السوق جانب شعبي يجب أن يأخذ حيزاً أكبر. أخيراً جفاف الوقت يظهر لي يصور لوعة التجريح بعذري لو على وجهي تكسر صورة الغالي بعذرك يازهر تذبل ترى قطر الغرام شحيح متى قطر الغرام يهل متى يروي ظما حالي