تخضع عملية التأليف لثقافة المؤلف خصوصاً في الأدب بشتى أنواعه، وإذا ما أدركنا بأن عملية التأليف هي عملية حضارية تتحدث وتنقلُ ثقافات زمنٍ ومكانٍ وأناسٍ من جيل إلى جيلٍ ومكانٍ، ولذلك حرصَ الناسُ على التأليف، لما له من أهمية لدى المؤلفين. ولعل المؤلفين أنواع، فهناك من يؤلف للعلم والمعرفة، وآخر للذات، ومؤلفون للزمان، ومؤلفون للمكان. ويكثر في هذا الوقت مؤلفو النثر والشعر الذين أصبحوا منهمكين في الموروث الشعبي بشكل كبير وهذا جميل إذا جاء مواكباً للثقافة المأمولة، مع أننا لم نعد نرى المؤلف الشعبي الذي يلتزم بثقافة ذلك الأدب إلى حدٍ ما. بين الحين والآخر يطالعنا البعض بإصدار كتابٍ يحكي عن الأدب الشعبي، وعندما نقلب في صفحاته نجد المفاجأة التي تكمن في عدم المصداقية في بعض جوانبه وعدم الدقة في اختيار موضوعاته وأجزائه ومن هنا نرى بأن الكل أصبح يؤلف في الأدب الشعبي اعتقادا منه بأنه سهل وكل ما في الأمر هو اصدار كتاب يحمل اسمه وهذا هو واقع اليوم، وكثيراً مارأينا كتباً تحمل أسماء لمؤلفين هم في الأصل بعيدين عن حركة التأليف. وعندما يهم الفرد في عملية التأليف، فإنه لا بد له من أسس يتبعها فإذا كان العمل فرديا فيجب أن يراعى فيه الدقة في اختيار موضوعات المؤلف ومن هنا فإن المؤلف هو الشخص الطبيعي الذي يبتكر الرسالة الفكرية ويعبر عنها بأسلوبه ويقوم بعرضها ونشرها على الناس. يبقى التأليف حركة حضارية، والثقافة والحضارة تتفقان على أن التأليف الحقيقي والصحيح هو ما كان من صنيع صاحبه، وعلى عينٍ فاحصةٍ منه، فالتأليف يحكي المؤلِّفَ وفكره، لهذا كان لا بد من الضروري اتصاف المؤلف بثقافة واعية. أخيراً: بعذرك يازهر تذبل ترى قطر الغرام شحيح متى قطر الغرام يهل متى يروي ظما حالي بعذري لو ظما وقتي يجف بشفتي ويصيح بعذر الليل لو يسري على وجهي ولو طالي