أكد عدد من الباحثين والمختصين في المجال الإعلامي والأكاديمي أن الإعلام الجديد ليس تطورا للإعلام مثل تطور التلفزيون بعد الراديو، بل اختلاف شمل المتلقي وأدوات مختلفة كلياً، مؤكدين أننا أصبحنا أمام إعلام بلا حدود، ولا قيود، وبلا زمن محدد، منوهين بتنامي أعداد حسابات مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، و"الفيس بوك" في المملكة، والذي بلغ نحو مليوني حساب في "تويتر"، ومثلها حسابات "الفيس بوك"، وهو ما يجعلنا نطلق على المجتمع السعودي مجتمعاً شبكياً. جاء ذلك خلال ندوة "تأثير النخبة في الإعلام الجديد"، والتي أقيمت على هامش البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في نسخته السابعة، وشارك فيها أكاديميون وباحثون، وأدارها الكاتب، الدكتور: أحمد العرفج. وقال الدكتور عبدالله الرفاعي في بداية الندوة: إن النخبة تمثل فئة من المجتمع يحظون بمكانة معينة، مبيناً أن الإعلام الجديد ليس تطورا للإعلام مثل تطور التلفزيون بعد الراديو، بل اختلاف شمل المتلقي وأدوات مختلفة كلياً. فنحن اليوم أمام إعلام بلا حدود ولا قيود و بلا زمن محدد، إعلام يقوم بشكل كبير على الإنسان (المستخدم) في أغلب الأحيان وهو السيد فيها. وأضاف الدكتور الرفاعي يقول: من يطلع على ساحات الإعلام الجديد وتويتر على وجه التحديد يجد نخباً جديدة بمهارات جديدة تخرج للناس وتؤثر، أما النخب القديمة التي لم تتطور تبقى على الرف. من جانبه أكد الدكتور عبد الرحمن العناد أن الإعلام لم يختلف بل اختلفت الوسائل، مفيداً أن هناك ملاحظات كثيرة رصدها على مستخدمي الإعلام الجديد من أهمها الانفلات وسوء إدارة الوقت. وأبان أن ظاهرة التشكيك باتت مشكلة منتشرة في وسائل الإعلام الجديد، إضافة إلى وجود ثلاث نظريات حول النخبة ودورها في الإعلام الجديد: أولها (موت النخبة) وفكرتها الأساسية تتمحور حول انتقاد المعرفة وأنه أصبح متاحاً للجميع وانتشار المعلومة كانت رأسية وأصبحت أفقية أما النظرية الثانية"الرياض"فتتحدث عن صراع الأجيال كما أسماها وذكر فيها أن النخب من المفترض أن تكون أكبر سناً لكن اختلاف هذا السياق لاختلاف الأجيال فهناك آباء أكثر تحررا من الأبناء والعكس. كما أبان أن النظرية الثالثة هي إعلامية معروفة تسمى بنظرية دوامة الصمت وهي تعتمد على افتراض رئيسي فحواه أن وسائل الإعلام حين تتبنى آراء أو اتجاهات معينة خلال فترة من الزمن، فإن معظم الأفراد سوف يتحركون في الاتجاه الذي تدعمه وسائل الإعلام، وبالتالي يتكون الرأي العام بما يتسق مع الأفكار التي تدعمها وسائل الإعلام، بالمقابل نرى أن النخب يلتزمون الصمت تجاه مواقف يعتقدون أنها صحيحة لكنها تخالف الرأي السائد. وبدوره لفت الدكتور عبدالله البريدي إلى أن عدد الحسابات المتفاعلة في "تويتر" بالمملكة مليونان تقريباً، ومثله في "الفيس بوك"، مشيرا إلى أنه بالإمكان أن نطلق على المجتمع السعودي مسمى "مجتمع شبكي".