بمجرد ان تصل المرأة إلى منتصف الثلاثينات تبدأ في مرحلة قلق وتوتر خشية الاقتراب مما أطلق عليه (سن اليأس) خاصة عندما تبدأ أعراضه في الظهور من اكتئاب وصداع وسوء هضم وآلام معدة، وكما تقول الدكتورة راوية أحمد أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العيني بالطبع هناك عدة تغيرات تحدث للمرأة في هذا التوقيت العمري حيث إنها تمر بمرحلة من التغيرات الهرمونية والفسيولوجية والنفسية والتي قد تمتد لفترة عشر سنوات تقريباً تبدأ بعدم انتظام الدورة الشهرية إلى ان تتوقف نهائياً ومثل هذه الأعراض قد تصيب المرأة بحالة من الاكتئاب لذا ننصح النساء غالباً بالعلاج الهرموني لتعويض ما فقدنه من هرمونات طبيعية، وتشير د. راوية إلى ضرورة التعامل مع المرأة في هذه المرحلة بحذر شديد وعلى المرأة نفسها ان تستقبل هذه التغيرات بقدر من الفهم والوعي لتحمي نفسها من حالات الاكتئاب وعليها ان تندمج أكثر مع المجتمع وان تشغل وقت فراغها بالرياضة مثلاً أو الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والحمل الأكبر يكون على الزوج الذي يمتلك العصا السحرية لإنقاذ زوجته من هذه الحالة وهذه العصا تتمثل في قليل من الحب والدلال وبث حالة حب بداخلها تجعلها تشعر بالثقة في أنوثتها. بينما يصف الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بطب قصر العيني حالة المرأة في هذه المرحلة بقوله: «تشعر المرأة ببعض الاضطرابات النفسية تتمثل في الشعور بالقلق والأرق بسبب فقدانها لبعض الهرمونات وقد يظهر على جسدها بعض التغيرات مثل الهبوط والشعور بالحرارة مع سرعة خفقان القلب وافراز العرق بغزارة و«يؤكد د. سعيد ان الحب بين الزوجين ضروري جداً في هذه المرحلة وإذا حدثت اضطرابات في الحياة الزوجية في هذه المرحلة تشعر المرأة بعدم الاتزان ومن هنا تكثر حالات الطلاق في هذه السن! ولعلم الاجتماع رأي هام في هذا الأمر حيث تؤكد الدكتورة نسرين البغدادي أستاذ علم الاجتماع ان لكل مرحلة عمرية جمالها حتى مرحلة منتصف العمر أو ما يطلق عليه سن اليأس فإذا تعاملت المرأة مع هذه المرحلة بواقعية فستتجاوز معاناتها خاصة عندما لا تستسلم للانطواء وعليها الاستمرار في ممارسة الدور الاجتماعي الذي تؤديه أو الانخراط في مشكلات الأبناء أو الأصدقاء والأهم المحافظة على مظهرها العام من ملبس وهيئة، وعلى الزوج ان يعطيها ما يستطيع من حب فهو العلاج السحري لأزمة منتصف العمر!