في زمن التحرير الشعبي، كنا نقرأ العديد من اللقاءات الشعبية مع كثير من الشعراء والكتاب الذين كانت لهم صولات وجولات على ساحة الشعر، وكنا نلاحظ حينها تلك المحسوبيات التي اتسمت بها تلك اللقاءات وكان أبطالها محررين أخذوا حيزاً وافراً في التحرير الشعبي آنذاك. توارت تلك المجلات واختفى أولئك الأبطال عن الأنظار عندما بدأت وسائل الإعلام الجديدة تظهر على السطح، فأصبحت القنوات التلفزيونية تظهر وبكثرة وتختص ببرامج الأدب الشعبي ومن بينها اللقاءات الشعبية مع العديد من الشعراء والكتاب وكذلك البرامج الإذاعية الشعبية التي نسمعها في العديد من الإذاعات. ومن هنا نجد أننا مازلنا نفتقد إلى ثقافة اللقاء وتوظيف الحديث وطرح المحاور الجيدة والجديدة في الأدب الشعبي، إضافة إلى أننا مازلنا أيضاً في تلك المجاملات والتطبيل الذي مللنا منه. في إحدى الإذاعات استمعت إلى برنامج شعبي قام مقدمه باستضافة أحد الشعراء وفي ثنايا اللقاء أخذ كل من الضيف والمضيف يكيلان عبارات المديح لبعضهما فتذكرت ماكان يحدث في لقاء تلك المجلات مع أنني كنت أتمنى أن يكون لقاء الإذاعة أكثر ثقافة ورقيا فأصبت بالدهشة، إضافة إلى تلك الثقافة الضحلة من الطرفين وتسيدهما على مسامع المستمعين بأنهما شعراء لا يشق لهما غبار لا أدري هل وصل بهما الأمر إلى هذه الدرجة بالاستخفاف بذائقة المستمعين ولعل الأدهى من ذلك أن المذيع طرح سؤالاً على الضيف مفاده: من من الشعراء البارزين على الساحة؟ فأجابه العملاق بأن هناك الكثير وأنت منهم. هنا ثقافة أقل ما يقال عنها رديئة لا يجب أن تكون في برنامج شعبي وعلى الهواء مباشرةً، مع أنه من المفترض أن تكون ثقافة الحوار راقية سواءً من المقدم أو من الضيف، والخوف هو أن نبقى على هذا الحال في كل ما يقدم في أدبنا الشعبي عبر وسائل الإعلام المختلفة. ينبغي أن تكون هنا ثقافة وآلية جيدة لإدارة الحوارات الشعبية وإعداد البرامج الشعبية حتى لا نبقى في مستنقع رداءة الطرح ومحسوبيات الاختيار. أخيراً: أضمك بروحي وأحس الدفا فيك وألمك بعيني وأدفيك فيها وآخذك من بين السهر وأجمع يديك أضمها والخوف يطغى عليها