سباق محموم في محاولة الوصول إلى القمة على ساحة أدبنا الشعبي وهذا السباق ما هو أيضاً إلا محاولة الوصول إلى عالم الشهرة والنجومية التي يبحث عنها كلهم.. ولكن الصعود بدلاً من أن يكون إلى القمة أصبح إلى الأسفل وذلك من خلال مانراه ونلمسه الآن في فضاء هذه الساحة الشعبية التي ظلمت كثيراً فأصبح الرديء جيداً والعكس صحيح. قنوات الشعر الإعلامية المختلفة أخذت على عاتقها ذلك الصعود الذي هوى بمعظم الشعراء إلى القاع من خلال ما نلاحظه من لقاءات وقصائد أو بالأصح من خلال مانراه من أيد عبثت بجماليات أدبنا الشعبي ولعل من هذه الجماليات القصيدة التي من المفترض أن تكون شامخة وراقية لتصل إلى القلوب. الحقيقة التي هي الآن وبكل صدق أن الرديء أصبح هو المسيطر الآن على القنوات الإعلامية الشعبية، فتطالعنا بين الحين والآخر كتابات في الأدب الشعبي من خلال الصحافة لا ترقى إلى مستوى التطلعات وكذلك في المجلات نجد سيطرة اللاوعي الأدبي في التحرير الشعبي الذي تقف وراءه المحسوبيات والمجاملات التي فتكت في جسد أدبنا الشعبي وسمته. ومن هنا لا نستطيع أن نصل إلى القمة إطلاقاً في ظل ما يحدث الآن حيث أصبح الرديء هو الذي يحكم الساحة الشعبية، بل أصبح السيد الآن حتى في الأمسيات الشعريه التي تقف وراءها فئة تريد الوصول إلى أهوائها ورغباتها دون النظر إلى وجوب الصدقية والنزاهه وهذه ظاهرة نلمسها كل عام من خلال ملتقيات الصيف المختلفة في مختلف مناطقنا، وهذا الطبع ما هو إلا نتاج سيطرة واضحة أبطالها شللية التحرير الشعبي الذين لابد لهم من رادع أو يستبدلون بمن هم يتحلون بنزاهة الأدب ورقيه وصدقيته. إن كل مثقف وواع على ساحة أدبنا الشعبي بشكل خاص هو من يدرك ذلك تماماً وهو أيضاً من يدرك أسس الوصول إلى القمة وليس غيره، لأن الوصول إلى القمة الأدبية ينبغي أن يكون مرتبطاً بالروح الصادقة التي لا تنظر لمن حولها فقط بل التي تكون نظرتها أشمل وأعمق وأبعد لهذه الساحة التي يجب أن تبقى شامخة، بل يجب أن تكون هناك خطوط ترسم للنهوض بالساحة الشعبية وفق معايير وثوابت لابد منها ولعل أهمها الخبرة والأمانة الصحفية.