في الآونة الأخيرة انتشرت الاعلانات والاخبار عن مقتل العديد من الشباب السعودي صغار السن والذين لا تتجاوز بعض اعمارهم العشرين عاماً، أثناء مشاركتهم ضد جنود النظام السوري، تكررت الاسطوانة من ايام الغزو السوفييتي على افغانستان ومرورا بالغزو الامريكي على افغانستان والعراق وحالياً ما يدور في سورية. انا هنا لا اتحدث عن ظروف مقتلهم أو اهدافهم ولكن تساؤلي اين نحن من توعية هؤلاء الشباب وايقاف من يغرر بهم، أولئك الذين ينامون بأفخم القصور ويستمتعون باجازاتهم في اوروبا، لماذا فشلنا في توضيح ما يقوم به هؤلاء الشباب من قتل لأنفسهم، رغم وجود فتاوى شرعية تمنعهم بهذا الخصوص؟. تكرر نفس السيناريو ولم نتعظ، وكنا المتضررين من هذا التطوع الجهادي ما بين افغانستان والعراق وحاليا سورية، اين البرامج التلفزيونية من التوعية بهذا المجال، شباب في مقتبل العمر نجدهم يقاتلون في حروب لم يجز ولي الامر المشاركة فيها، وهذا الامر مهم من الناحية الشرعية ولا ينكره الا من يستفيد من مقتل هؤلاء الشباب او استغلال الكثير من المجموعات الارهابية لهم ضد وطنهم وابنائه، وكم دفعنا فاتورة هذا الامر ولازلنا نعاني منه حتى وقتنا الحاضر. شخصياً يحزنني اهالي هؤلاء الشباب الضحايا المغرر بهم، وهم يفتخرون باستشهاد ابنائهم والحديث عن بطولاتهم، ولكن هل بالفعل هم داخل انفسهم من السهولة التضحية بابنائهم في أمر لم يجزه علماء بلدهم وهم كعلماء يتحملون امانة هذا الامر. انا اعرف ان الحديث عن هذا الامر حساس كثيرا لمن فقدوا ابناءهم حاليا في سورية، ولكن لغة العقل والمنطق تحرم هذا الامر، ومن سنوات طويلة والاعلام يوضح حقيقة خطر مشاركة شبابنا بمثل هذه الحروب، والتحذير الكبير ممن يغررون بهم من بعض المشايخ "الحزبيين" الذين للاسف استغلوا الدين لتحقيق اهداف خاصة بهم، وما محاولاتهم المكشوفة الاخيرة الا فضح لمخططات الكثير منهم !. وسائل الاعلام وخصوصا الفضائيات لابد لها من التركيز على التغرير بشبابنا بحروب المنطقة حولنا، خصوصاً في سورية، لاننا لاحظنا للاسف صمتا كبيرا واستغلالا من البعض لمقتل بعض ابنائنا وبكثرة مؤخرا ومحاولة تجييش الكثير من الشباب ودعوتهم بطرق مباشرة او غير مباشرة للحرب بسورية بشكل مثير للانتباه. من المحزن ان يستمر التغرير بشبابنا واقحامهم بفتاوى تجعلهم وهم بمقتبل العمر، يلتحقون ببعض المنظمات الارهابية التي تستغلهم، دون وضوح لاهداف الكثير من هذه المنظمات، والغريب ان السيناريو يتكرر، ويتكرر دون وعي من الكثيرين.