كشف الدكتور أحمد المنيعي أستاذ الدراسات العليا المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن بعض المغررين بالشباب لا يملكون المعرفة الشرعية الكافية ورغم ذلك يخضعون شبابنا لدروس هدفها التأثير عليهم لصالح تنظيمات سرية تعمل في الخفاء، لافتا أن دروس العلم الحقيقية لا تتم في الخفاء وإنما في العلن ومكانها المسجد، مذكرا بأن الشيخ ابن باز -رحمه الله- عارض هذا الأمر ودعا إلى أن يكون العلم الشرعي في مكان معروف. وأوضح الدكتور المنيعي أن المغررين يستهدفون أبناء الوطن، لكنهم يتحفظون عندما يتعلق الأمر بأبنائهم، مؤكدا لجوءهم لأساليب ملتوية لاستعطاف الناس، كجمع الملابس القديمة للتبرع بها للإخوة السوريين، في وقت لو تم شراء هذه الملابس من أسواق قريبة لكان ذلك أرخص بكثير من أجور النقل، لكنهم يهدفون من وراء ذلك لتغليب العاطفة على العقل لتجنيد العديد من الشباب، فيما أوضح الموقوف السابق بدر العنزي عبر برنامج «همومنا» الذي تام بثه مساء أمس أن المغررين بالشباب يستهدفون النيل من المشايخ وكبار العلماء المعروفين كي يسقطوا رمزيتهم وشرعيتهم التي استمدوها من علمهم ومعرفتهم، وحتى تخلو لهم الساحة للتغرير بشبابنا والتلاعب بمشاعرهم وعواطفهم الدينية. وهكذا جاء الحوار في الحلقة الأولى من المغررين: * فهد الفهيد -مقدم البرنامج-: نتحدث اليوم عن موضوع مهم، ورسالة من خادم الحرمين الشريفين تتعلق بمن يقوم بعمليات التغرير بأطفالنا وشبابنا، ودفعهم إلى أتون الحرب والدمار والموقف الشرعي منهم، كيف يتم التغرير بالأطفال والشباب والفتيات من خلال مواقع سرية ومعزولة أو عبر بعض الأساليب والوسائل التي تكون بمنأى عن الرقيب؟ ** د. المنيعي: كالاستراحات والرحلات البرية والجلسات في البيوت، ويبلغني أحيانا من بعض الطلاب في الجامعة أن هناك بعض من ينتسبون للعلم يلقون دروسا علمية في بيوتهم وكان أن أتى الشيخ عبدالعزيز بن باز شخص من إحدى المناطق وذكر له أن هناك درسا في البيت فقال له الشيخ: انقله إلى المسجد. فالمعروف عبر التاريخ وعن السلف وعلمائنا في الوقت الحاضر أن العلم يكون أمام الناس. **بدر العنزي -موقوف سابق- حقيقة أثناء استيقافي واجهت بعض الشباب وهم يتساءلون: نحن هنا بفعل أشخاص.. لقد أوقفنا هنا بفتاوى من بعضهم .. أين هم الآن؟ لا شك أن الشباب مرحلة من مراحل العمر لم يستو فيها العقل قبل فالعاطفة تغلب على العقل فتستغل هذه العاطفة، نحن الان في مرحلة علاج ولا بد من الوقاية قبل العلاج، بعض الشباب -والحمد لله- عولجوا من قبل مركز الأمير محمد بن نايف وبعضهم الآخر يحتاج إلى وقاية. **د. خميس الغامدي: نحن الآن نتحدث عن مسالة التغرير، وتجد من يقول: أنا اغرر لأحرض على الجهاد، ولنصرة الضعفاء بالتركيز على مسألة السخط كصناعة حقيقية لإثارة عاطفة وحماسة الشباب، فهل هدف هذه التجمعات نصرة المستضعفين وإيصال الحقوق لأهلها أم أن هناك أجندة سياسية للوصول لمآربهم الشخصية داخل البلاد وخارجها؟ ** د. المنيعي: لم يكن لهم أي دور أو أثر كانوا مجرد وقود والأشد أن المحرض حرض العشرات والمئات ونحن نعرف أن هناك فتاوى صدرت مطبوعة وموجودة الآن لدفع الشباب للقتال في بلدان معينة نحن نعرفهم والجميع وأسماؤهم مشهورة. * فهد الفهيد -مقدم البرنامج-: هم أفتوا وحرضوا الشباب على الذهاب إلى هذه الأماكن ولم يذهبوا هم ولا أبناؤهم. **د. المنيعي: أذكر لك مثال: هناك من لديه 10 من الأبناء وهو يرسل الشباب إلى أفغانستان ولم يذهب هو أو يرسل أحد من أبنائه، وأمثال هؤلاء الذين لم يذهبوا للجهاد ولم يرسلوا أحدا من أبنائهم إلى ساحات القتال، إنما يسعون في وزاراتهم وجامعاتهم إلى الترقيات وتعيين أبنائهم وبناتهم وتحقيق مصالحهم الشخصية، وهم يدفعون خلايا موجودة بالداخل وفي بلاد أخرى، إننا أمام تنظيمات تمتلك التنظيم والسرية والخبرة والإمكانيات المادية فمن أين لهم هذه الإمكانات؟ * فهد الفهيد -مقدم البرنامج-: من تعاطف البعض معهم. ** د. الغامدي: ربما من تنظيمات خارجية لها أهدافها. **د. المنيعي: المشكلة أن هؤلاء الذين يتحدثون بالآيات والمعاني السامية عن شعيرة الجهاد إنما يتحدثون من باب التغرير من أنه جهاد شرعي وهو ليس بجهاد شرعي. **بدر العنيزي: سمعت أثناء توقيفي من الشباب أنهم يستهدفون القادة ورموز الدين ووجدت أحدهم حرض أخاه اثناء زيارته بالخروج للقتال في العراق، لذلك شبابنا بحاجة لتكاتف الجهود للعلاج.