أصبح في حكم المؤكد قيام الولاياتالمتحدة وحلفائها بعملية عسكرية في سورية بعد استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في ريف دمشق. العنوان المعلن لهذه العملية هو عقاب النظام، ومنعه من تكرار استخدام السلاح الكيماوي من خلال ضرب عدة مواقع عسكرية قد تستخدم في أي هجوم مماثل. وتشمل القائمة أو مايسمى ب "بنك الأهداف" حسب ما ذكرت مصادر عسكرية أكثر من 400 موقع يتراوح مابين منصات إطلاق الصواريخ، ومستودعات تخزين الأسلحة الكيماوية، والمطارات العسكرية بالإضافة إلى مقرات إدارة العمليات الحربية على امتداد الأراضي السورية. ولكن وكما أعلن البيت الأبيض فإن هذا التحرك لايسعى إلى إسقاط الأسد، أو شن حرب لصالح المعارضة، الأمر الذي يشكل خيبة أمل لملايين السوريين. يقول الخبير في الشؤون الأميركية الزميل هشام ملحم من واشنطن إن "المجتمع الدولي وعلى رأسه الولاياتالمتحدة لايتحرك بالمشاعر والعواطف بل بالمصالح" وهذا يعني بأن مايجري الإعداد له ليس لحماية أطفال سورية ولا تأثراً بالصور التي نقلت عن مأساة الريف الدمشقي بل لخدمة مصالح أخرى ستكشفها الأيام المقبلة. مالفائدة إذاً من هذه الضربة؟ سؤال طرحته على رموز المعارضة فكان الرد مفحماً وصادماً في نفس الوقت: (ماالبديل)؟ فالمعارضة التي انتظرت طويلا تدخلا دوليا حاسما لإسقاط الأسد لاتملك الآن رفاهية القبول أوالرفض، ورغم خيبة الأمل المعلنة إلا أن هناك أملاً في أن تساهم ضربة من هذا النوع في ترجيح الكفة لصالح الجيش الحر الذي لايزال يعاني من نقص في المعدات العسكرية رغم الوعود الغربية. الولاياتالمتحدة وحلفاؤها جادون هذه المرة، وقد يكون مقالي هذا صبيحة أو عشية الضربة المحتملة، ولكني أتمنى من الأسد أن يكون ذكياً بما فيه الكفاية ليستفيد من تجارب سابقة وقعت في العراق وليبيا، قبل أن يقود شعبه المغلوب على أمره إلى المزيد من القتل والدمار.