تراجعت البورصات العالمية في مجملها كصورة أولى، ولكن كان التركيز على منطقة الخليج أكبر وأكثر وأعمق من غيرها وهذا منطقي بحكم قرب المنطقة من الحدث وهو التصعيد ضد النظام السوري الذي يقاتل شعبه منذ سنتين، والحرب الأهلية الان بسورية بين معارضة وحكومة، وصلت لمدى « الإبادة « الشعبية ذكرتنا « بحلبجة العراقية « في كردستان العراق خلال حكم الرئيس العراقي صدام حسين، النظام السوري الان بدأ يستخدم السلاح «الكيميائي» وتفسير ذلك هي مرحلة يأس وخطر ينبئ بنهاية النظام وعدم قدرته على الاستمرار بالحرب وحسمها. النظام السوري قتل ما يقارب 1600 مرأة وطفل بهذا السلاح خلال يومين، وهذا ما لم يقبل دوليا وهو استخدام السلاح «الكيميائي» أو كما قال الرئيس الأمريكي «لن يمر بدون عقوبة» التصعيد يزداد من ثلاثة محاور وهي أمريكية بريطانية وفرنسية، والحشد الدولي بدأ لهذا العمل أي إجراء عسكري ستقرره هذه الدول بدون الرجوع للأمم المتحدة كما يتضح ولا حاجة لقرار أو استخدام بالتالي البند السابع الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية. المبررات والقبول الدولي اصبح مستعدا ومهيأ لأي إجراء عسكري، بعد ثبوت استخدام السلاح الكيميائي، وايضا الرفض الشعبي للرئيس والحكومة السورية الحالية، والمعارضة تزداد قوة وتأثيرا على الأرض. كل هذه الأحداث لاشك ترتبط بالأسواق المالية من مبدأ نحفظه جيدا وهو «رأس المال جبان» ويهرب مع اي توتر وخوف، ويبحث المستثمر أو صاحب رأس المال ايا كان عن «الأمان» وهذا هو الأساس المتعارف عليه، وما سيترتب على ذلك في حال الضربة العسكرية لسورية، والتي ضخمت عسكريا، وهي التي لم تستطع حسم حرب معارضة لديها اقل الإمكانيات منذ سنتين، رغم الدعم الإيراني وحزب الله وكل هذا التحالف لن يصمد كثيرا أمام قوة متقدمة تملك القدرة والخبرة العسكرية الشيء الكثير، والخوف من امتداد الحرب لدول المنطقة لا يبرره شيء أو يقع بمنطق يقبل به فهذا غير عملي او ممكن لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود عداءات مع دول الجوار فإيران ستحارب من؟ وسورية تحارب من على حدودها الأردن او تركيا أم العراق او لبنان أو اسرائيل؟ وغالبها دول تتحالف معها أو تمولها بشكل او بآخر أو عدوة. الأزمة السورية نعم يبرر وجود التوتر والتخوف كأي ازمة سياسية، ولكن يجب القناعة أنها دولة صغيرة وأصغر من أن تؤثر «عسكريا أو حربيا» بدول المنطقة فلن تتجاوز حدودها فلا امكانيات ولا قدرات بعد حالة استنزاف امتدت سنتين، وكل ما يمكن حدوثة هو على الأرض السورية ولن تتجاوزها كتأثير وتغيير . الأسواق المالية تتأثر نعم، ولكن الوجه الاخر للأزمة هو «الفرصة» والمهم الان اختيار التوقيت المناسب، والشركات المناسبة، والسعر المناسب، والعمل والرهان على الزمن، وهنا يبرز دور المستثمرين الأذكياء وهم قلة، وهنا نعرف ونتعرف لماذا يبرز رجال الأعمال الكبار ويحققون الثروات، هي القدرة على المغامرة المحسوبة، والرهان الرابح .