أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أنه أحصى سقوط أكثر من 300 شخص بينهم 54 طفلاً قرب دمشق الأربعاء الماضي ب"غازات سامة" استناداً الى "تقارير طبية وشهادات من أطباء". وقال المرصد في بيان وصل عبر البريد الإلكتروني "إن عدد الشهداء الذين تمكن المرصد من توثيقهم حتى اللحظة في المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في بلدات الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق في الحادي والعشرين من اغسطس الحالي بلغ 322 بينهم 54 طفلا و82 امرأة وعشرات المقاتلين من الكتائب المقاتلة بالاضافة الى 16 شهيدا مجهولي الهوية". واوضح المرصد ان "هذا التوثيق الجديد للشهداء يأتي بعد أن تمكن نشطاء من المرصد السوري لحقوق الانسان في البلدات التي تعرضت للقصف، من الالتقاء بأطباء وسكان كانوا متواجدين، أثناء المجزرة". ووجه المرصد "نداء الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للتدخل فوراً واستخدام موقعه للضغط على النظام السوري لوقف هذه الأعمال، وللضغط بكافة الوسائل، من أجل إحالة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري، إلى المحاكم الدولية لينالوا عقابهم" ، كما حمل "المجتمع الدولي المسؤولية عن هذه الجرائم، بسبب التزامه الصمت وعدم التحرك لوقف المجازر التي ترتكب يومياً في سورية". ونفت المعارضة السورية استخدام مقاتليها للاسلحة الكيميائية، معتبرة ان اتهام النظام السوري لها في هذا الصدد يهدف الى "التغطية على جرائمه". ونفى الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان "الأنباء الكاذبة التي يروج لها نظام الأسد جملة وتفصيلاً، ويعتبرها محاولات فاشلة ويائسة للتمويه والتغطية على جرائمه المتكررة والممنهجة بحق المدنيين السوريين". وفي وقت سابق من يوم أمس، اتهم التلفزيون الرسمي السوري مقاتلي المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في المعارك المستمرة في حي جوبر عند أطراف دمشق. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان وحدة عسكرية من قوات النظام تطوق المنطقة في حي جوبر (عند أطراف العاصمة السورية) التي يعتقد ان مسلحين استخدموا سلاحا كيميائيا انطلاقا منها، لافتا الى حصول العديد من "حالات الاختناق" في صفوف الجنود الذين دخلوا الحي المذكور. واضاف التلفزيون ان "معارك عنيفة اندلعت في حي جوبر (الذي تسيطر عليه قوات المعارضة) حيث تستعد قوات الجيش لشن هجوم لاستعادة السيطرة على هذا الحي". ولفت المصدر نفسه الى ان الجنود الذين اصيبوا بالاختناق تتم معالجتهم. واعلنت ايران من جانبها أمس، ان هناك "ادلة" على استخدام مسلحي المعارضة السورية اسلحة كيميائية كما افادت وكالة الانباء الطلابية، محذرة من أي تدخل عسكري في سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي "نحن قلقون جدا ازاء المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية في سورية وندين بشدة استخدام مثل هذه الاسلحة. هناك ادلة على ان المجموعات المعارضة قامت بهذا العمل" في اشارة الى الهجوم الذي وقع الاربعاء في ريف دمشق. وتحدث الرئيس الايراني حسن روحاني في وقت سابق أمس عن استخدام "عناصر كيميائية" في سورية. وقال ان "الوضع السائد اليوم في سورية ومقتل عدد من الاشخاص الابرياء بسبب عناصر كيميائية امر مؤلم جدا" بحسب ما اورد موقع الحكومة، مضيفا ان ايران "تدين بشدة استخدام اسلحة كيميائية". في هذا الوقت، وصلت ممثلة الاممالمتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين أمس الى فندق "فور سيزنز" في دمشق بدون الادلاء بأي تصريح. وستطلب من الحكومة السورية ان تسمح لخبراء الاممالمتحدة الموجودين في سورية بالتحقيق في منطقة ريف دمشق في صحة هذه الاتهامات. وردا على سؤال لفرانس برس، رفض المتحدث باسم الاممالمتحدة في دمشق خالد المصري الإدلاء بأي تعليق حول تفاصيل زيارة كاين. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية امس ان كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب "مجزرة كيميائية" هذا الاسبوع في ريف دمشق. وقال فابيوس إثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله "كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق ولتدل على ان نظام بشار الاسد يقف وراء هذا الامر". وأضاف "نطلب ان يتمكن فريق الاممالمتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية" مضيفا انه "ان لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور".