"وحدة بوحدة".. لم تكن هي الأغنية التي مرّت مرور الكرام كغيرها من الأغاني السطحية والتي يقدمها المطربون تباعاً, حتى وان كان صوت مؤديها محمد عبده, جمهوره لم يتركها تتجاوز هذا التاريخ والخمسين عاماً! الا وكان سلاحاً مضاداً امام حجم هذا التاريخ المشرق ل"فنان العرب". تدور اخبار قبل عدة ايام عن محاولات محمد عبده لوقف بث هذه الأغنية وعدم عرضها عبر "الفيديو كليب" المُعَري لتاريخه الفني, الا أن هذه المحاولات باءب بالفشل لاسيما ان الجمهور يحظى بمشاهدة الأغنية في جميع السبل المتاحة من شبكة تواصل اجتماعي واليوتيوب ومشاهدتها في القنوات التي لا تعي حجم التأثير الذي قدمته هذه الأغنية من تشويه لمحمد عبده.! هذه الحادثة أعادتنا سريعاً لما قدمه الراحل الكبير طلال مداح في أغنية – عملة مغشوشة - بداية التسعينيات الميلادية بعد ذاك التعاون مع الدكتور محسن حسان الشيخ الذي يعمل مساعداً لوكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون حينها الدكتور على النجعي. طلال مداح سجل الأغنية ربما مجاملة للدكتور حسان وللملحن حمدان بريجي, لم يكن مقتنعاً نهائياً بكلمات الأغنية الا أن اللحن كان مختلفاً عن الكلمة وزادها نوعاً ما لأن يقدم طلال مداح صوته ويؤديها بكل حرفية. "عملة مغشوشة" هذه الأغنية التي يردد البعض بأنها تشويه لتاريخ الراحل طلال مداح, لها دراما مختلفة عن ما قدمه محمد عبده في أغنية –وحدة بوحدة- وتبعاتها من أغاني الألبوم حتى وان تميز عدد ضئيل من الألبوم لحنياً. في ذلك الحين وبعد ان تم تسجيل اغنية – عملة مغشوشة - راح طلال مداح ليقدمها لحسان الشيخ كإهداء من محب فقط دون أن يروجها للغير, غير أن في تلك السنوات كانت بداية إذاعة "mbc" تأخذ مكاناً لدى المستمع وتستقبل أي عمل يقدم لها. الشيخ أستغل الظرف وساهم في ترويج – عملة مغشوشة - بعد أن قدمها أهداء "mbc-fm" والتي فور استلامها في بداية التسعينيات بثتها كإهداء ايضاً للمستمعين. سقطة طلال مداح لم يكن له ذنب الا أنه قدم أهداء لصديق, بعد بث "mbc-fm" سارع طلال مداح وهو متفاجئ من سماع الأغنية ليوقفها بعد أسبوع من رواجها على اعتبار انها تشويه لتاريخة الطويل. هذا العمل بالذات لم يبث بعد تلك السنين بشكل نهائي ولم تصور ولم يعمل لها أي دعاية فرضية, طلال لم يعاتب أحداً الا انه لام من رواجها لمحطة"mbc-fm" فقط. اليوم لا يستطيع فنان العرب محمد عبده ايقاف هذا الزحف الفضائي والإذاعي وتناولها عبر اليوتيوب ووسائل الاتصال الفضائي, لا يمكن بشكل تام ايقاف هذا الغضب الجماهيري كلما ظهرت لهم في الفضاء, المقارنة بين الأمس واليوم ربما تكون ظالمة. الراحل الكبير طلال مداح قدمها بشكل شخصي لصديق والآخر محمد عبده روجها كاسيت وفيديو كليب ومؤتمر صحفي, بين"عملة مغشوشة" و"وحدة بوحدة" ذكريات ودراما وزمن متطور و أختلاف في المعالجة من الفنانيين فيما أعتبراه سقوطاً!.