من أخطر مظاهر التوتّر الأمني الداخلي في لبنان حاليّا دخول المخيمات الفلسطينية على خطّ الأزمة في شكل يثير مخاوف وهواجس عدّة لا سيما مع العلاقة "الباردة" بين "حركة حماس" وبين "حزب الله" والتي يجهد مسؤولو الطرفين على إخفائها. فبعد أن تحوّل مخيّم عين الحلوة في صيدا الى ملجأ لفارين من وجه العدالة أبرزهم قاتلي القضاة الأربع، كثر الحديث أخيرا عن إيواء المخيّم لإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الذي قاد معركة دموية ضدّ الجيش اللبناني في عبرا( صيدا) أخيرا، ويكثر الحديث عن وجوده في "حيّ التعمير" وهو أحد الأماكن الخطرة والمعروفة بكثرة المنظمات المتطرفة فيها. الحديث عن وجود الأسير في المخيم أثار مخاوف من تفجّر أزمة داخلية فيه هو المأهول بأكثر من 80 ألف فلسطيني ما عدا النازحين الفلسطينيين الذين أتوا إليه من سوريا. في هذا المخيم الواقع على أبواب الجنوب تتعاون الفصائل الفلسطينية التقليدية بشكل وثيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط أيّ انحراف أو انزلاق أمني، في حين أكدت مصادر الجيش اللبناني مرارا من أن الجيش لن يتهاون البتة في الرد على أيّ اعتداء ضدّه. أما الحادثة الأخيرة والتي تمثلت بطلب الجيش من حركة "حماس" تسليم شقيق أحمد طه المتهم بتفجيرات وبإطلاق صواريخ أخيرا صوب الضاحية الجنوبية ثم انصياع حماس لذلك وتسليمه لمخابرات الجيش التي تركته بعد التحقيق معه فيشير الى عمق الريبة التي تحكم العلاقة بين حركة "حماس" وبين "حزب الله"، ليس في مخيّم عين الحلوة وحده وإنما في مخيمات أخرى أيضا ابرزها مخيّمي البرج الشمالي وبرج البراجنة الذي تردّد أخيرا بأنّ السيارة التي تمّ تفخيخها في الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية وذهب ضحيتها 30 قتيلا وحوالي ال340 جريحا قد خرجت من مخيم البرج الذي يحوي جمهورا من حركة "حماس" يؤيد الثورة السورية، والأهم بأن المتهم الرئيسي بعمليات التفخيخ واطلاق الصواريخ أحمد طه المتواري منذ 3 أشهر يمتلك دكانا في المخيم المذكور في حين أنه يقيم في حارة حريك وهو معروف بأنه من الأشخاص الذين أرسلوا شبانا الى سوريا لمحاربة نظام الأسد، من هنا خوف كبير من انفجار الوضع الأمني في هذا المخيم الواقع على ابواب الضاحية الجنوبية لبيروت نظرا الى اختلاف بيئته المؤيدة للثورة السورية (حيث حماس قوية) وبين محيطه المؤيد ل"حزب الله" المنغمس في الحرب السورية الى جانب نظام الأسد. مصادر حركة "حماس" تنفي قطعا أي توتر يشوب العلاقة مع "حزب الله" متحدثة ل"الرياض" "عن مبالغة لبعض الصحف، وتشير الى تنسيقها التام مع الجيش اللبناني وسعيها الى ضبط اي انحراف أمني". وتشير المصادر الى انه " صحيح أنه حصلت بعض البرودة مع "حزب الله" على خلفية ما يحدث في سوريا لكن "حماس" حريصة على علاقتها بالحزب وبجميع الأطراف اللبنانيين وحريصة ايضا على عدم تورّط اي من المخيمات الفلسطينية في الداخل اللبناني".